حديث العشرة المبشرين بالجنة

نص الحديث

روى الصحابيّ الجليل عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حديث العشرة المبشرّين بالجنة وهم من الصحابة -رضي الله عنهم-، إذ قال -عليه السلام-: (أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ، وعمرُ في الجنَّةِ، وعُثمانُ في الجنَّةِ، وعليٌّ في الجنَّةِ، وطَلحةُ في الجنَّةِ والزُّبَيْرُ في الجنَّةِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ في الجنَّةِ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ في الجنَّةِ، وسَعيدُ بنُ زيدٍ في الجنَّةِ، وأبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ في الجنَّةِ).[١][٢]


راوي الحديث

هو الصحابيّ الجليل عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشيّ الزهريّ، يُكنّى بأبي محمدٍ، وُلد في مكّة المكرّمة بعد حادثة الفيل بعشر سنواتٍ، وقد سمّاه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عبدالرحمن بعد إسلامه، عُرف برأيه السديد وحكمته ورجاحة عقله، وكان إسلامه على يد أبي بكرٍ الصدّيق -رضي الله عنه- إذ إنّه من أوائل الذين أسلموا واتّبعوا الرسول -عليه السلام-، وعُرف بأخلاقه الحسنة وصفاته الحميدة، فكان تاجراً أميناً عفيفاً شجاعاً، شارك مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الغزوات كلّها، وثبت معه يوم أُحد، وتوفّي -رضي الله عنه- في المدينة المنوّرة سنة إحدى وثلاثين للهجرة، ودُفن في البقيع، وكان قبل وفاته قد بكى بكاءً شديداُ فسُئل عن سببه فقال: (إنَّ مصعب بن عُمير -رضي الله عنه- كان خيراً مني توفي على عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولم يكن له ما يكفّن فيه، وإنّ حمزة بن عبدالمطّلب -رضي الله عنه- كان خيراً مني لم نجد له كفناً، وإنّي أخشى أن أكون ممّن عجلت له طيباته في حياته الدنيا وأخشى أن أحتبس عن أصحابي بكثرة مالي).[٣]


شرح الحديث

صحابة رسول الله -رضي الله عنهم- هم أفضل الخلق والبشر بعد الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-، وقد تفاضلوا فيما بينهم أيضاً فأولهم وأعلاهم مكانةً وقدراً العشرة المبشّرون بالجنة، وهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عُبيد الله، والزبير بن العوّام، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقّاص، وسعيد بن زيد، وأبو عبيد عامر بن الجرّاح.


وقد بشّرهم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالجنّة لِما قدّموه في سبيل دعوة الإسلام ونُصرته -عليه السلام-، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في بيان فضل الصحابة: (فكلّ خيرٍ فيه المسلمون إلى يوم القيامة من الإيمان والإسلام والقرآن والعلم والمعارف والعبادات، ودخول الجنة والنجاة من النار، وانتصارهم على الكفّار، وعلوّ كلمة الله -عزّ وجلّ- فإنّما هو ببركة ما فعله الصحابة -رضي الله عنهم-، الذين بلغّوا الدين، وجاهدوا في سبيل الله، وكلّ مؤمنٍ آمن بالله فللصحابة -رضي الله عنهم- عليه فضلٌ إلى يوم القيامة).[٤]


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم:3747، صحيح.
  2. "العشرة المبشرون بالجنة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.
  3. "عبدالرحمن بن عوف رضى الله عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/9/2021.
  4. الشيخ سليمان السلامة (21/7/2019)، "العشرة المبشرون بالجنة (خطبة)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.