أبو هريرة
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، كُنيَّ بأبي هريرة نسبةً لهرّةٍ كان يرعاها ويعتني بها، كان من أكثر الصحابة حفظاً للحديث عن النبيّ -عليه السلام-، وهو كذلك من أكثر الصحابة روايةً للحديث.[١]
كم عدد الأحاديث المروية عن أبي هريرة؟
بلغت الأحاديث النبوية التي رواها الصحابي الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه- ألفاً وأربعمئة وخمسة وسبعين حديثاً صحيحاً وغير صحيحٍ، وقد توزّعت على تسعة كتبٍ هي: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن الترمذي، وسنن أبي داود، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجه، ومسند أحمد، وموطأ مالك، وسنن الدارمي، ذلك بعد حذف الأحاديث المكرّرة، إذ إنّ المشهور أنّه روى أكثر من خمسة آلاف حديثٍ إلّا أن الكثير منها مكرّرٌ، وتجدر الإشارة إلى أنّه انفرد برواية مئةٍ وعشرة أحاديث فقط عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ شاركه الصحابة في رواية الأحاديث الأخرى.[٢]
رواية أبي هريرة للحديث
أبو هريرة أكثر من روى الحديث
كان الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- أكثر الصحابة رواية للحديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.[٣]
حرصه على طلب العلم
حرص أبو هريرة -رضي الله عنه- حرصاً شديداً على طلب العلم ورواية الحديث النبوي، فقد شَهِدَ له النبيّ -صّلى الله عليه وسلّم- بذلك قائلاً: (لقَدْ ظَنَنْتُ، يا أبَا هُرَيْرَةَ، أنْ لا يَسْأَلَنِي عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّلُ مِنْكَ، لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ، أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ مَن قَالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قِبَلِ نَفْسِهِ).[٤][٥]
ملازمته للنبي
لازم أبو هريرة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في معظم أحواله، وإلى ذلك يرجع سبب تصدّره لرواية الحديث بالإضافة إلى أسباب أخرى بيانها آتياً:[٦]
- قصده وعزمه على حفظ أحوال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وعقد النية والإرادة على ذلك.
- قوة ذاكرته وحفظه الجيّد مقارنةً بغيره من الصحابة -رضي الله عنهم-.
- حفظ الحديث النبوي بقسد نشره وتعليمه للناس.
أحاديث عن أبي هريرة
يُذكر من الأحاديث النبوية التي رواها الصحابيّ الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه-:
- (يقولُ اللَّهُ: إذا أرادَ عَبْدِي أنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فلا تَكْتُبُوها عليه حتَّى يَعْمَلَها، فإنْ عَمِلَها فاكْتُبُوها بمِثْلِها، وإنْ تَرَكَها مِن أجْلِي فاكْتُبُوها له حَسَنَةً، وإذا أرادَ أنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْها فاكْتُبُوها له حَسَنَةً، فإنْ عَمِلَها فاكْتُبُوها له بعَشْرِ أمْثالِها إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ).[٧]
- (أَلَمْ تَرَوْا إلى ما قالَ رَبُّكُمْ؟ قالَ: ما أَنْعَمْتُ علَى عِبَادِي مِن نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ منهمْ بِهَا كَافِرِينَ. يقولونَ الكَوَاكِبُ وَبِالْكَوَاكِبِ).[٨]
- (الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ ولا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ).[٩]
- (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ).[١٠]
- (أتدرون ما الغِيبةُ؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: ذِكرُك أخاك بما يَكرهُ. قيل: أفرأيتَ إنْ كان في أخي ما أقولُ؟ قال: إن كان فيه ما تقولُ فقدِ اغتَبتَه. وإن لم يكن فيه ما تقولُ فقد بَهتَّه).[١١]
- (إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَنافَسُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا).[١٢]
- (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).[١٣]
- (إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وقَارِبُوا، وأَبْشِرُوا، واسْتَعِينُوا بالغَدْوَةِ والرَّوْحَةِ وشيءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ).[١٤]
- (دَعُونِي ما تَرَكْتُكُمْ، إنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ علَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عن شيءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وإذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ).[١٥]
مواضيع أخرى:
كم عدد الأحاديث المروية عن أبي بكر؟
كم عدد الأحاديث المروية عن عائشة؟
المراجع
- ↑ "أبو هريرة"، قصة الإسلام، 2006/5/1، اطّلع عليه بتاريخ 19/9/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد بن علي بن جميل المطري (2/7/2014)، "عدد أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "مقالة مميزة أبو هريرة"، قصة الإسلام، 2006/5/1، اطّلع عليه بتاريخ 10/11/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6570، صحيح.
- ↑ أبو عاصم البركاتي المصري (11/4/2012)، "مناقب وفضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10/11/2021. بتصرّف.
- ↑ "كيف روى أبو هريرة رضي الله عنه كل هذه الأحاديث ومدة صحبته ثلاث سنوات فقط ؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 10/11/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7501، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:72، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2664، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2766، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في غاية المرام، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:426، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2563، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5641، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:39، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7288، صحيح.