أم المؤمنين عائشة

هي عائشة بنت أبي بكرٍ الصدّيق -رضي الله عنهما-، من أشهر زوجات النبيّ -عليه السلام-، اشتُهرت بعلمها الغزير وفتواها في معظم أمور الشريعة وخاصّةً في علم المواريث حتى أنّ كبار الصحابة كانوا يسألونها ويرجعون إليها فيه، وكانت المرجع الأساسي لأمور الدَّين بعد وفاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما عُرفت أيضاً بروايتها للحديث عنه.[١]


كم عدد الأحاديث المروية عن عائشة؟

روت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ألفين ومئتين وعشرة أحاديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، اتّفق البخاري ومسلم على مئة وأربعةٍ وسبعين منها، وانفرد البخاري برواية أربعةٍ وخمسين، وانفرد مسلم برواية تسعةٍ وستين، كما ذكر الإمام الذهبي في السِّير قائلاً: (مسند عائشة ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، اتفق لها البخاري ومسلم على مئةٍ وأربعةٍ وسبعين حديثاً، وانفرد البخاري بأربعةٍ وخمسين، وانفرد مسلم بتسعةٍ وستين).[٢]


رواية عائشة للحديث

عائشة من أكثر الصحابة روايةً للحديث

روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- الكثير من الأحاديث النبوية، إذ إنّها ثاني أكثر الصحابة روايةً للحديث بعد أبي هريرة -رضي الله عنه-، كما أنّها تفوّقت على زوجات النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في العلم رواية الحديث.[٣]


مميزات أحاديثها

امتازت أغلب الأحاديث التي روتها أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بروايتها لها مباشرةً عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- دون أي واسطةٍ بينهما، كما أنّ معظمها متعلّقةً بأفعال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وما لك إلّا لقُربها منه -عليه السلام-.[٣]


دورها في رواية الحديث

كان لأمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- دوراً بارزاً في نقل السنة النبويّة والاعتناء بها، فقد كان بعض رواة الأحاديث يُسمعونها الأحاديث للتأكّد من صحة وسلامة الألفاظ، كما أنّها بذلت الكثير من الجهود في تعليم السنة ونقل الأحاديث، يدلّ على ذلك عدد تلاميذها إذ بلغ ثلاثمئة وخمسين تلميذاً تقريباً.[٣]


أحاديث نبوية مروية عن عائشة

يُذكر من الأحاديث النبوية التي روتها أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-:

  • (أوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيا إلَّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إلَيْهِ الخَلاءُ، وكانَ يَخْلُو بغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيه - وهو التَّعَبُّدُ - اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ قَبْلَ أنْ يَنْزِعَ إلى أهْلِهِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِها، حتَّى جاءَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فَجاءَهُ المَلَكُ فقالَ: اقْرَأْ، قالَ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ (2) اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ} [العلق: 1- 3]...).[٤]
  • (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كما يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أصَابِعَهُ في المَاءِ، فيُخَلِّلُ بهَا أُصُولَ شَعَرِهِ، ثُمَّ يَصُبُّ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غُرَفٍ بيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ المَاءَ علَى جِلْدِهِ كُلِّهِ).[٥]
  • (أنَّ امْرَأَةً سَأَلَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن غُسْلِهَا مِنَ المَحِيضِ، فأمَرَهَا كيفَ تَغْتَسِلُ، قالَ: خُذِي فِرْصَةً مِن مَسْكٍ، فَتَطَهَّرِي بهَا قالَتْ: كيفَ أتَطَهَّرُ؟ قالَ: تَطَهَّرِي بهَا، قالَتْ: كيفَ؟ قالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، تَطَهَّرِي فَاجْتَبَذْتُهَا إلَيَّ، فَقُلتُ: تَتَبَّعِي بهَا أثَرَ الدَّمِ).[٦]
  • (ما غِرْتُ علَى أحَدٍ مِن نِسَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما غِرْتُ علَى خَدِيجَةَ، وما رَأَيْتُهَا، ولَكِنْ كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، ورُبَّما ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا في صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّما قُلتُ له: كَأنَّهُ لَمْ يَكُنْ في الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إلَّا خَدِيجَةُ، فيَقولُ: إنَّهَا كَانَتْ، وكَانَتْ، وكانَ لي منها ولَدٌ).[٧]



مواضيع أخرى:

عدد أحاديث حفصة

كم عدد الأحاديث المروية عن فاطمة الزهراء؟


المراجع

  1. د. راغب السرجاني (2006/5/1)، "أم المؤمنين عائشة زوجة الرسول"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.
  2. "عدد الأحاديث التي روتها عائشة رضي الله عنها"، إسلام ويب، 29/8/2002، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت الشيخ عادل يوسف العزازي (1/6/2015)، "عائشة رضي الله عنها ورواية الحديث"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10/11/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم:3، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:248، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:314، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3818، صحيح.