حديث عن صلاة الفجر

جاءت كتب السنة مليئة بأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتحدثة عن صلاة الفجر، فبيّن -عليه الصلاة والسلام- في أحاديثه فضلها وأهمية المحافظة عليها، ورغب في أدائها جماعة للأجر العظيم المترتب على ذلك، كما وبيّن وقتها، وحذّر من التهاون بها، وذلك للمكانة الكبيرة التي تحتلها صلاة الفجر في الإسلام من بين الصلوات الخمس، وآتياً بيان أبرز الأحاديث الواردة في شأنها:


حديث عن وقت صلاة الفجر

بيّن النبي -عليه الصلاة والسلام- في أحاديثه الوقت الذي يجب فيه المسلم أن يؤدي صلاة الفجر، وهو من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس، ومن ذلك:

  • (إنَّ للصلاةِ أولًا وآخرًا ، وإنَّ أولَ وقتِ صلاةِ الظهرِ حين تزول الشمسُ ، وآخرَ وقتِها حين يدخل وقتُ العصرِ ، وإنَّ أولَ وقتِ العصرِ حين يدخل وقتُها ، وإنَّ آخرَ وقتِها حين تصفَرُّ الشمسُ ، وإنَّ أولَ وقتِ المغربِ حين تغربُ الشمسُ ، وإنَّ آخرَ وقتِها حين يغيبُ الشَّفَقُ ، وإنَّ أولَ وقتِ العشاءِ الآخرةِ حين يغيبُ الشَّفقُ ، وإنَّ آخرَ وقتِها حين ينتصفُ الليلُ ، وإنَّ أولَ وقتِ الفجرِ حين يطلعُ الفجرُ ، وإنَّ آخرَ وقتِها حين تطلعُ الشمسُ).[١]
  • (عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عن وَقْتِ الصَّلَاةِ، فَقالَ له: صَلِّ معنَا هَذَيْنِ، يَعْنِي اليَومَيْنِ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بلَالًا فأذَّنَ، ثُمَّ أَمَرَهُ، فأقَامَ الظُّهْرَ، ثُمَّ أَمَرَهُ، فأقَامَ العَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ فأقَامَ المَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فأقَامَ العِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فأقَامَ الفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الفَجْرَ، فَلَمَّا أَنْ كانَ اليَوْمُ الثَّانِي أَمَرَهُ فأبْرَدَ بالظُّهْرِ، فأبْرَدَ بهَا، فأنْعَمَ أَنْ يُبْرِدَ بهَا، وَصَلَّى العَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ أَخَّرَهَا فَوْقَ الذي كَانَ، وَصَلَّى المَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى العِشَاءَ بَعْدَ ما ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَصَلَّى الفَجْرَ فأسْفَرَ بهَا، ثُمَّ قالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عن وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ فَقالَ الرَّجُلُ: أَنَا، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وَقْتُ صَلَاتِكُمْ بيْنَ ما رَأَيْتُمْ).[٢]
  • (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ).[٣]


حديث عن فضل صلاة الفجر

بين النبي -عليه الصلاة والسلام- في أحاديث عدة فضائل صلاة الفجر، ومن ذلك:

  • سببٌ لدخول الجنة؛ جاء في الحديث: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)،[٤] والبردان صلاة الفجر والعصر.
  • سبب للنجاة من النار؛ جاء في الحديث: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ...).[٥]
  • سبب لحفظ الله؛ جاء في الحديث: (مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشَيءٍ، فيُدْرِكَهُ، فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ).[٦]
  • سبب لرؤية الله في الجنة؛ جاء في الحديث: (كُنَّا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَنَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِي البَدْرَ - فَقَالَ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ الغُرُوبِ} [ق: 39]،...).[٧]


حديث عن فضل سنة الفجر

بيّن -عليه الصلاة والسلام- أهمية المحافظة على ركعتي سنة الفجر، وما يترتب عليها من الخير والفضل الكبيرين، حيث ذكر في حديثه أنهما خير من الدنيا وما فيها، وجاء عن عائشة -رضي الله عنها- أنه -عليه الصلاة والسلام- لم يكن يتركهما قط، فجاء في ذلك:

  • (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا).[٨]
  • (لمْ يَكُنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).[٩]
  • (عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أنَّهُ قالَ في شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الفَجْرِ: لهما أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا).[١٠]


حديث عن فضل أداء صلاة الفجر جماعة

  • أجر قيام ليلة كاملة، جاء في الحديث: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ).[١١]
  • الثواب المضاعف؛ جاء في الحديث: (صَلَاةُ الجَمِيعِ تَزِيدُ علَى صَلَاتِهِ في بَيْتِهِ، وصَلَاتِهِ في سُوقِهِ، خَمْسًا وعِشْرِينَ دَرَجَةً، فإنَّ أحَدَكُمْ إذَا تَوَضَّأَ فأحْسَنَ، وأَتَى المَسْجِدَ، لا يُرِيدُ إلَّا الصَّلَاةَ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عنْه خَطِيئَةً، حتَّى يَدْخُلَ المَسْجِدَ، وإذَا دَخَلَ المَسْجِدَ، كانَ في صَلَاةٍ ما كَانَتْ تَحْبِسُهُ، وتُصَلِّي - يَعْنِي عليه المَلَائِكَةُ - ما دَامَ في مَجْلِسِهِ الذي يُصَلِّي فِيهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، ما لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ).[١٢]
  • النور التام يوم القيامة؛ جاء في الحديث: (بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ).[١٣]


حديث عن فضل الجلوس بعد صلاة الفجر

جاء في فضل الجلوس بعد أداء صلاة الفجر في جماعة قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ ، ثم صلى ركعتينِ ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ ، تامَّةٍ ، تامَّةٍ).[١٤]


حديث يحذّر ترك صلاة الفجر والتهاون فيها

بيّن النبي -عليه الصلاة والسلام- أن المحافظة على صلاة الفجر سبب للسلامة من آفة النفاق، ونفيه من القلب، فصلاة الفجر شديد وصعبة على المنافق، فجاء في الحديث: (إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا)،[١٥] كما وبين أن المسلم إذا لم يؤدِ صلاة الفجر في وقتها فإنه سبب لبول الشيطان في أذنه؛ ومقصوده استخفاف الشيطان به، واستعلائه عليه، والتحكّم به، فيبعده عن الطاعة، وقيل أن الشيطان يبول حقيقة في أذنه، جاء في الحديث: (ذُكِرَ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ، فقِيلَ: ما زَالَ نَائِمًا حتَّى أَصْبَحَ، ما قَامَ إلى الصَّلَاةِ، فَقالَ: بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذُنِهِ).[١٦]



أحاديث أخرى:

أحاديث عن الصلاة

حديث عن عدد ركعات كل صلاة


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2178، حديث صحيح.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:613، حديث صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:579، حديث صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:574 ، حديث صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمارة بن رويبة، الصفحة أو الرقم:634، حديث صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:657، حديث صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جرير بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:554، حديث صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:725، حديث صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1169، حديث صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:725، حديث صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:656، حديث صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:477، حديث صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:561، حديث صحيح.
  14. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6346، حديث صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:651، حديث صحيح.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1144، حديث صحيح.