منح النبيّ -عليه الصلاة والسلام- البنات منزلةً رفيعةً ومكانةً جليلةً، ورتّب العديد من الفضائل والمنح على مَن رُزق بهنّ تصل تلك الفضائل إلى النجاة من النار والدخول إل الجنة في الحياة الآخرة.[١]
حديث عن تربية البنات
وردت عدّة أحاديث عن تربية البنات من أبرزها: ما رواه الصحابيّ الجليل عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:
(مَن كانَ لَهُ ثلاثُ بَناتٍ فصبرَ عليهنَّ، وأطعمَهُنَّ، وسقاهنَّ، وَكَساهنَّ مِن جِدَتِهِ كنَّ لَهُ حجابًا منَ النَّارِ يومَ القيامَةِ).[٢][١]
راوي الحديث
هو الصحابي الجليل عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو الجهنيّ، كان إماماً مقرئاً فقيهاً عالماً شاعراً فصيحاً، بايع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الهجرة، وشَهِد فتوح بلاد الشام ومصر زمن خلافة أبي بكرٍ الصدّيق، وشَهِد صفّين مع معاوية بن أبي سفيان، توفّي -رضي الله عنه- في السنة الثامنة والخمسين للهجرة في مصر ودُفن فيها، زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان.[٣]
شرح الحديث
سعى الإسلام منذ ظهور على القضاء على عاداتٍ كثيرةٍ انتشرت في الجاهلية، فقد أوصى بالبنات والزوجات والأخوات خيراً، وحرّم قتلهنّ ووأدهنّ، وسعى في زرع المودة والرحمة في القلوب تجاههن، والإحسان في تربيتهنّ وإكرامهنّ، فقد دلّ الحديث على عدّة أمورٍ بيانها آتياً:[٤]
- بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ مَن تحلّى بالصبر على البنات وأحسن إليهنّ وأدّى واجباته تجاههن وأكرمهنّ وأنفق عليهن وأدبّهن وعلّمهن تعاليم الإسلام ولم يبخل عليهنّ ولبّى احتياجتهنّ من كسبه ورزقه وتعبه جعلهنّ الله -تعالى- وقايةً له من نار جهنّم وسبباً في دخول الجنّة.
- يدلّ الحديث على أنّ أجر وثواب رعاية البنات أعظم من أجر رعاية الأبناء الذكور، ذلك أنّهن لا يستطعن القيام بأمورهنّ ومباشرتها كالأبناء، لذلك كان أجر تربيتهن ورعايتهن أعظم، مع الإشارة إلى ضرورة حُسن النيّة في ذلك.
أحاديث أخرى عن تربية البنات
وردت عدّة أحاديث أخرى تتعلّق بتربية البنات وهي:[١]
- أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن عالَ جارِيَتَيْنِ -بنتَين- حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ).[٥]
- أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أمّ المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ معهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِندِي شيئًا غيرَ تَمْرَةٍ، فأعْطَيْتُهَا إيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بيْنَ ابْنَتَيْهَا، ولَمْ تَأْكُلْ منها، ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلَيْنَا، فأخْبَرْتُهُ فَقالَ: مَنِ ابْتُلِيَ مِن هذِه البَنَاتِ بشيءٍ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ).[٦]
- روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن عالَ ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا حتَّى يَبِنَّ، أو يَموتَ عنهنَّ؛ كنتُ أنا وهوَ في الجنَّةِ كَهاتينِ. وأشار بأُصْبُعيهِ السبَّابةَ والتي تلِيهَا).[٧]
المراجع
- ^ أ ب ت "فضل تربية البنات في السنة النبوية"، إسلام ويب، 12/7/2015، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحح ابن ماجه، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:2974، صحيح.
- ↑ سعيد مصطفى دياب (19/8/2014)، "ترجمة عقبة بن عامر رضي الله عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021. بتصرّف.
- ↑ "شرح حديث من كانَ لَهُ ثلاثُ بَناتٍ فصبرَ عليهنَّ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2631، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1418، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1970، صحيح.