التأكيد على استعمال السواك
يعرف السواك بأنّه العود الذي تُدلك به الأسنان لتنظيفها، وإزالة الرائحة العالقة بالفم، ويُؤخذ من شجر الأراك، أو من غيره من الأشجار،[١] وهو سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذهب بعض أهل العلم إلى القول بوجوبه؛ لما ثبت في استحبابه والحثّ على استعماله العديد من الأحاديث النبويّة،[٢] نذكر منها:
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَكْثَرْتُ علَيْكُم في السِّوَاكِ).[٣]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ علَى أُمَّتي لَأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ)،[٤] وفي رواية أخرى: (لَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي أوْ علَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ مع كُلِّ صَلَاةٍ).[٥]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (غُسْلُ يَومِ الجُمُعَةِ علَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وسِواكٌ، ويَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ ما قَدَرَ عليه).[٦]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وإعْفاءُ اللِّحْيَةِ، والسِّواكُ، واسْتِنْشاقُ الماءِ...).[٧]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (السِّواكُ مَطهرةٌ للفمِ، مَرضاةٌ للرَّبِّ).[٨]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لولا أن أَشقَّ على أمَّتي لأمرتُهُم بالسِّواكِ معَ كلِّ وضوءٍ).[٩]
- ما جاء عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ العبدَ إذا تسوَّكَ ثم قام يُصلِّي قام المَلَكُ خلفَه، فتَسَمَّعَ لقراءتِه فيدنو منه أو كلمةً نحوَها، حتى يضعَ فاهُ على فيهِ، فما يخرجُ من فيه شيٌء من القرآنِ إلا صار في جوفِ المَلَكِ فطَهِّرُوا أفواهَكم للقرآنِ).[١٠]
حب النبي صلى الله عليه وسلم للسواك
كان النبي -صلوات الله وسلامه عليه- يحبّ السواك، ويحرص على استعماله في العديد من المواطن؛ فكان يحرص عليه قبل تهجده، وقبل صلاته ووضوءه، وعند دخوله إلى بيته، كما كان يحرص عليه في صيامه، وعند استيقاظه من نومه؛ فكل ذلك زيادة في التنّظف، وحسن الاهتمام بطيب المظهر وطيب الرائحة، كما فيه إظهار لشرف العبادة، وحسن الإقبال على المولى -سبحانه-، ومن الأحاديث التي تدل على ذلك:
- ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (إنَّ مِن نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ: أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- تُوُفِّيَ في بَيْتِي، وفي يَومِي، وبيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، وأنَّ اللَّهَ جَمَع بيْنَ رِيقِي ورِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ؛ دَخَلَ عَلَيَّ عبدُ الرَّحْمَنِ وبِيَدِهِ السِّوَاكُ، وأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسولَ اللَّهِ، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إلَيْهِ، وعَرَفْتُ أنَّه يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فأشَارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ، فَتَنَاوَلْتُهُ، فَاشْتَدَّ عليه، وقُلتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فأشَارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ، فأمَرَّهُ...).[١١]
- ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (دَخَلَ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبِي بَكْرٍ ومعهُ سِواكٌ يَسْتَنُّ به، فَنَظَرَ إلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ، فَقُلتُ له: أعْطِنِي هذا السِّواكَ يا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فأعْطانِيهِ، فَقَصَمْتُهُ، ثُمَّ مَضَغْتُهُ فأعْطَيْتُهُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاسْتَنَّ به وهو مُسْتَسْنِدٌ إلى صَدْرِي).[١٢]
- ما ثبت عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، يَشُوصُ -يُمرّر- فَاهُ بالسِّوَاكِ).[١٣]
- ما ثبت عن أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- أنّه قال: (أَتَيْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَوَجَدْتُهُ يَسْتَنُّ بسِوَاكٍ بيَدِهِ يقولُ: أُعْ أُعْ، والسِّوَاكُ في فِيهِ، كَأنَّهُ يَتَهَوَّعُ -يتقيأ-)،[١٤] وهذا الحديث دلالة على مبالغته -صلى الله عليه وسلم- في تنظيف أسنانه بالسّواك.
- ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ إذا دَخَلَ بَيْتَهُ بَدَأَ بالسِّواكِ).[١٥]
- ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، أنّ مجموعة من الرجال جاؤوا إليها يسألونها عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال أحدهم: (... يا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عن وِتْرِ رَسولِ اللهِ، فَقالَتْ: كُنَّا نُعِدُّ له سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ ما شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَتَسَوَّكُ، وَيَتَوَضَّأُ، وَيُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لا يَجْلِسُ فِيهَا إلَّا في الثَّامِنَةِ...).[١٦]
- ما جاء عن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- أنّه قال: (مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْرُجُ مِنْ شَيْءٍ لِشَيْءٍ مِنَ الصَّلَوَاتِ حَتَّى يَسْتَاكَ).[١٧]
- ما صحّ عن عامر بن ربيعة -رضي الله عنه- أنّه قال: (رأيْتُ رَسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ما لا أَعُدُّ أو ما لا أُحْصي يَسْتاكُ وهو صائِمٌ).[١٨]
المراجع
- ↑ ابن جبرين، شرح أخصر المختصرات، صفحة 13، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد إسماعيل المقدم، السواك وسنن الفطرة، صفحة 8، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:888، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7240، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:887، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:846، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:261، صحيح.
- ↑ رواه النسائي ، في السنن الكبرى، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5، صححه القسطلاني وقال الألباني صحيح.
- ↑ رواه الإمام أحمد، في المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:9928، صححه ابن الملقن.
- ↑ رواه البزار، في البحر الزخار، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:214، قال البزار لا نعلمه يروى بإسناد أحسن من هذا الإسناد وقال ابن الملقن رجاله رجال الصحيح منهم فضيل بن سليمان أخرج له الشيخان وضعفه الحفاظ.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4449، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:890، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:245، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:244، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:253، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:746، صحيح.
- ↑ رواه الطبراني، في المعجم الكبير، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم:5261، قال السيوطي إسناده حسن.
- ↑ رواه الضياء المقدسي ، في الأحاديث المختارة، عن عامر بن ربيعة، الصفحة أو الرقم:182، أورده في المختارة وقال هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم.