الحث على الاهتمام بصحة الجسم

حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في كثير من الأحاديث النبويّة على ممارسة الرياضة والاهتمام بالصحة، وقوة الجسم؛ لأنّ ذلك من حسن الإعداد للجهاد، ونصرة الدين الإسلامي، وإرهاب الأعداء، وحسن أداء العبادات التي تحتاج للقوة وتمام الصحّة، ويمكن إيراد بعض الأحاديث التي يُستدل بعموم دلالاتها على الاهتمام بالصحّة البدنيّة، والحثّ على ممارسة الرياضات المشروعة المباحة، ومن ذلك:


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ...).[١]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (... إنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا...).[٢]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ).[٣]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسألَ عن عمُرهِ فيما أفناهُ... وعن جسمِه فيما أبلاهُ).[٤]


بعض أنواع الرياضات

ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث والآثار التي يظهر فيها إباحة وتشريع النبي -صلى الله عليه وسلم- لعدد من الرياضات؛ التي يمكن للمسلمين ممارستها والانتفاع بما فيها، والترفيه عن النفس باللعب المباح، وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- إباحة بعضها ضمن شروط وضوابط محددة؛ وفيما يأتي ذكر بعض هذه الرياضات:


رياضتا المشي والجري

  • ما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (... ما رأيتُ أحدًا أسرَعَ في مَشْيِهِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، كأنما الأرضُ تُطْوَى له، إنَّا لنُجْهِدُ أنفسَنا، وإنه لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ...).[٥]


  • ما صحّ عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (كانَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَأْتي مَسْجِدَ قُباءٍ كُلَّ سَبْتٍ ماشِيًا وراكِبًا).[٦]


  • ما صحّ عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، أنّها كانت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فقالت: (سابقتُهُ فسبقتُهُ على رجليَّ، فلمَّا حَملتُ اللَّحمَ سابقتُهُ فسبقَني فقالَ: هذِهِ بتلكَ السَّبقةِ).[٧]


  • ما ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وأَصْحابُهُ، فقالَ المُشْرِكُونَ: إنَّه يَقْدَمُ علَيْكُم وفْدٌ وهَنَهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، وأَمَرَهُمُ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنْ يَرْمُلُوا الأشْواطَ الثَّلاثَةَ، وأَنْ يَمْشُوا ما بيْنَ الرُّكْنَيْنِ، ولَمْ يَمْنَعْهُ أنْ يَأْمُرَهُمْ، أنْ يَرْمُلُوا الأشْواطَ كُلَّها إلَّا الإبْقاءُ عليهم).[٨]


  • ما ثبت عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أنّه قال: (... فَبيْنَما نَحْنُ نَسِيرُ، قالَ: وَكانَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ لا يُسْبَقُ شَدًّا، قالَ: فَجَعَلَ يقولُ: أَلَا مُسَابِقٌ إلى المَدِينَةِ؟ هلْ مِن مُسَابِقٍ؟ فَجَعَلَ يُعِيدُ ذلكَ، قالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُ كَلَامَهُ، قُلتُ: أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا، وَلَا تَهَابُ شَرِيفًا؟! قالَ: لَا، إلَّا أَنْ يَكونَ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بأَبِي وَأُمِّي، ذَرْنِي فَلِأُسَابِقَ الرَّجُلَ، قالَ: إنْ شِئْتَ، قالَ: قُلتُ: اذْهَبْ إلَيْكَ، وَثَنَيْتُ رِجْلَيَّ، فَطَفَرْتُ فَعَدَوْتُ...).[٩]


رياضة الرمي واللعب بالرماح

  • ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ الحَبَشُ يَلْعَبُونَ بحِرَابِهِمْ، فَسَتَرَنِي رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وأَنَا أنْظُرُ...).[١٠]


  • ما ثبت عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أنّه قال: (خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- علَى قَوْمٍ مِن أسْلَمَ يَتَنَاضَلُونَ بالسُّوقِ، فَقالَ: ارْمُوا بَنِي إسْمَاعِيلَ فإنَّ أبَاكُمْ كانَ رَامِيًا، وأَنَا مع بَنِي فُلَانٍ لأحَدِ الفَرِيقَيْنِ، فأمْسَكُوا بأَيْدِيهِمْ، فَقالَ: ما لهمْ قالوا: وكيفَ نَرْمِي وأَنْتَ مع بَنِي فُلَانٍ؟ قالَ: ارْمُوا وأَنَا معكُمْ كُلِّكُمْ).[١١]


رياضة المصارعة والملاكمة

  • ما جاء في سنن أبي داود: (أنَّ رُكَانةَ صارَع النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فصرَعه النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-...).[١٢]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قاتَلَ أحَدُكُمْ أخاهُ، فَلْيَتَّقِ الوَجْهَ).[١٣]


رياضات أخرى

  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (كلُّ شيءٍ ليسَ مِن ذكرِ اللهِ -تعالى- فهوَ لهوٌ ولعِبٌ -وفي لَفظٍ: فهوَ سَهوٌ ولَغوٌ- إلَّا أربعةٌ: مُلاعبةُ الرَّجلِ امرأتَهُ، وتأديبُه فرسَه، ومَشيُ الرَّجلِ بين الغرضيْنِ -المرمى-، وتعلُّمُ الرَّجلِ السِّباحةَ).[١٤]


  • ما ثبت عن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: (... ما صِدْتَ بقَوْسِكَ فَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، ثُمَّ كُلْ، وما صِدْتَ بكَلْبِكَ المُعَلَّمِ فَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ثُمَّ كُلْ، وما صِدْتَ بكَلْبِكَ الذي ليسَ مُعَلَّمًا فأدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ).[١٥]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ سبقَ إلاَّ في خفٍّ أو في حافرٍ أو نصلٍ).[١٦]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2664، صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:6134، صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6412، صحيح.
  4. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد، الصفحة أو الرقم:2417، حسن صحيح.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3648، حسنه ابن حجر.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1193، صحيح.
  7. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2578، صححه الألباني.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4256، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سلمة بن الأكوع، الصفحة أو الرقم:1807، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5190، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سلمة بن الأكوع، الصفحة أو الرقم:3507، صحيح.
  12. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم، الصفحة أو الرقم:4078، سكت عنه فهو صالح.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2612، صحيح.
  14. رواه النسائي، في السنن الكبرى، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:8940، قال ابن حجر إسناده حسن.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي ثعلبة الخشني، الصفحة أو الرقم:5488، صحيح.
  16. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1700، حسن.