أحاديث الرسول عن تارك الصلاة
حذّر الله -تعالى- من ترك الصلاة فقال: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)،[١] وقال -سبحانه-: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)،[٢] وهذا يدلّ على عِظم شناعة ترك الصلاة، فهي أول ركنٍ من أركان الإسلام، وقد جاءت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي يبيّن فيها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- سوء وإثم مَن يترك الصلاة.
وقبل أن نعرض الأحاديث يُشار إلى أنّ تارك الصلاة جحوداً وإنكاراً لها من غير جهل يعدّ كافراً كما بيّن النبيّ في الحديث،[٣] أمّا مَن يتركها تكاسلاً وتهاوناً فلا يُحكم بكفره، ولكنّه يكون قد ارتكب كبيرةً من الكبائر العظيمة،[٤] ونذكر بعض الأحاديث النبوية عن ترك الصلاة فيما يأتي:
أحاديث عن ترك الصلاة جحوداً
من الأحاديث النبوية التي يحذّر فيها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من ترك الصلاة ما يأتي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ والْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ).[٥]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (العَهدُ الَّذي بيْنَنا وبيْنَهمُ الصَّلاةُ؛ فمَن ترَكَها فقدْ كَفَرَ).[٦]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، ويُقِيمُوا الصَّلَاةَ، ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهُمْ إلَّا بحَقِّ الإسْلَامِ، وحِسَابُهُمْ علَى اللهِ).[٧]
أحاديث عن ترك الجماعة وصلاة الجمعة
من الأحاديث التي تحثّ على شهود صلاة الجماعة وتُحذّر من تركها ما يأتي:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ).[٨]
- عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما-: (أنَّهُما سَمِعا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ علَى أعْوادِ مِنْبَرِهِ: لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ).[٩]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ تَرَكَ الجمعةَ ثلاثَ مرَّاتٍ مِن غيرِ ضرورةٍ طُبِعَ على قلبِهِ).[١٠]
أحاديث عن ترك صلاة العصر
من الأحاديث التي تُحذّر من ترك صلاة العصر ما يأتي:
- عن أبي المليح بن أسامة الهُذليّ قال: (كُنَّا مع بُرَيْدَةَ في غَزْوَةٍ في يَومٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ: بَكِّرُوا بصَلَاةِ العَصْرِ؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ).[١١]
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: الذي تَفُوتُهُ صَلَاةُ العَصْرِ، كَأنَّما وُتِرَ أهْلَهُ ومَالَهُ).[١٢]
أحاديث عن ترك أو تأخير الفجر والعشاء
من الأحاديث النبوية التي تبيّن أهمية أداء صلاة الفجر والعشاء وعدم تأخيرهما أو تركهما ما يأتي:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (ليسَ صَلَاةٌ أثْقَلَ علَى المُنَافِقِينَ مِنَ الفَجْرِ والعِشَاءِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا).[١٣]
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (ذُكِرَ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ، فقِيلَ: ما زَالَ نَائِمًا حتَّى أَصْبَحَ، ما قَامَ إلى الصَّلَاةِ، فَقالَ: بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذُنِهِ).[١٤]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ سورة مريم، آية:59
- ↑ سورة المدثر ، آية:42-43
- ↑ "حُكمُ تارك الصَّلاةِ جَحدًا لوُجوبِها"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2022. بتصرّف.
- ↑ "ما حكم تارك الصلاة؟"، دئرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:82، صحيح.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن بريدة، الصفحة أو الرقم:11، صحيح الإسناد.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:25، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:651، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة، الصفحة أو الرقم:865، صحيح.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:3857، صحيح الإسناد.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي المليح الهذلي، الصفحة أو الرقم:553، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:552، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:657، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1144، صحيح.