ثواب الاستغفار

بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثواب الاستغفار وجزاءه الحسن لمن لزمه، وداوم على بعض الأوراد والأذكار التي تتعلق به؛ ومن ذلك:


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من قال أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه؛ غُفِرَ له وإنْ كان فرَّ من الزحفِ).[١]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَزِمَ الاستِغفارَ، جَعَلَ اللهُ له مِن كُلِّ ضِيقٍ مَخرَجًا، ومِن كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ورَزَقَه مِن حيث لا يَحتَسِبُ).[٢]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الرَّجلَ لتُرفَعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ: أنَّى هذا؟ فيقالُ: باستغفارِ ولدِك لكَ).[٣]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ. قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ).[٤]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن جلسَ في مجلِسٍ فَكَثرَ فيهِ لغطُهُ، فقالَ قبلَ أن يقومَ من مجلسِهِ ذلِكَ: سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مجلِسِهِ ذلِكَ).[٥]


الحث على الاستغفار

مثّل النبي الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- القدوة الحسنة في المداومة على الاستغفار، ولزوم ذكره، مع أنّ الله -تعالى- غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر؛ إلا أنّ ذلك من باب حثّ وترغيب أمته بالتوبة والاستغفار، ومن الأحاديث التي تناولت ذلك:


  • قوله صلى الله عليه وسلم-: (واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً).[٦]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (طوبَى لِمَن وجَدَ في صَحيفَتِه استِغفارًا كثيرًا).[٧]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ).[٨]


الدعاء بالمغفرة

أرشدت العديد من الأحاديث النبويّة إلى طلب المغفرة ودعاء الله -تعالى- بها، وذلك في سياقات وصيغ متعددة، نذكر منها:


  • ما صحّ عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنّه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلِ اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَبِيرًا -وَقالَ قُتَيْبَةُ: كَثِيرًا-، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وَارْحَمْنِي إنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).[٩]


  • ما صحّ عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كانَ يَدْعُو بهذا الدُّعَاءِ: رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ).[١٠]


الله الغفار

سمّى الله -تعالى- نفسه الغفّار؛ كناية عن كثرة مغفرته وقبوله لعباده، فكل ما أذنب عبد بذنب ثم استدرك فاستغفر الله -تعالى- عليه، وجد الله تواباً غفوراً، ويمكن الاستدلال على ذلك بالأحاديث الآتية:


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لهمْ).[١١]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ- في الحديث القدسي: (... يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ...).[١٢]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: (يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً).[١٣]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ عَبْدًا أصابَ ذَنْبًا -ورُبَّما قالَ أذْنَبَ ذَنْبًا- فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ -ورُبَّما قالَ: أصَبْتُ- فاغْفِرْ لِي، فقالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ أصابَ ذَنْبًا، أوْ أذْنَبَ ذَنْبًا، فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ -أوْ أصَبْتُ- آخَرَ، فاغْفِرْهُ فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أذْنَبَ ذَنْبًا، ورُبَّما قالَ: أصابَ ذَنْبًا، قالَ: قالَ: رَبِّ أصَبْتُ -أوْ قالَ أذْنَبْتُ- آخَرَ، فاغْفِرْهُ لِي، فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ ما شاءَ).[١٤]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن عَبدٍ -قال شُعْبةُ: أحسَبُه قال مُسلِمٍ- يُذنِبُ ذَنبًا، ثمَّ يتوضَّأُ، ثمَّ يصَلِّي ركعتَينِ، ثمَّ يَستغفِرُ اللهَ لذلك الذَّنْبِ إلَّا غَفَر له).[١٥]

المراجع

  1. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن زيد بن حارثة مولى رسول الله، الصفحة أو الرقم:3576، صححه الألباني.
  2. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1518، سكت عنه فهو صالح وقال المنذري لا ينزل عن درجة الحسن.
  3. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:214، حسنه الألباني.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:6306، صحيح.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3433، صححه الألباني.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6307، صحيح.
  7. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عبد الله بن بسر، الصفحة أو الرقم:3093، صححه الألباني.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن الأغر المزني، الصفحة أو الرقم:2702، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:2705، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:6398، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2749، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2577، صحيح.
  13. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3540، صححه الألباني.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7507، صحيح.
  15. رواه الضياء المقدسي، في الأحاديث المختارة، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:9، أورده في المختارة وقال هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم.