عدد أحاديث مسند أبي حنيفة

مسند أبي حنيفة هو كتاب جُمعت فيه الأحاديث التي رواها أبو حنيفة عن شيوخه إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وعدد أحاديث مسانيده كثيرة جداً، ولا يوجد مصدرٌ يحدّد ويذكر عدد هذه الأحاديث، خاصَّةً إذا علمنا بوجود مسانيد كثيرة له، فمثلاً: جمع محمد الخوارزميّ مسنداً لأبي حنيفة، وذكر العلماء أنّه أخذه من خمسة عشر مسنداً جمعها أهل العلم لأبي حنيفة.[١]


وقد عدّ الذهبيّ أبا حنفية في طبقة الحفّاظ، ثم ذكر أخباراً تدلّ على كثرة أحاديثه، وساق أسانيده في رواية مسانيد أبي حنيفة السبعة عشر، وهذا يدلّ أيضاً على كثرة أحاديثه، وقيل إنّ لأبي حنيفة أيضاً مسانيد أخرى غير السبعة عشر، ومنها: مسند أبي حنيفة لابن شاهين، ومسنده للدارقطني، ومسنده لابن عقده، وغير ذلك، ويعدّ ابن عقدة من كبار الحفّاظ، وقد بيّن بدر العيني أن سند أبي حنيفة لابن عقدة يحتوي وحده على أكثر من ألف حديث.[١]


وممّا يدلّ أيضاً على كثرة مسانيد أبي حنيفة قول الكتاني عن مسند أبي حنيفة: "له خمسة عشر مسنداً، وأوصلها الإمام أبو الصبر أيوب الخلوتي في ثبته إلى سبعة عشر مسنداً، كلها تُنسب إليه لكونها من حديثه وإن لم تكن من تأليفه".[٢]


نبذة عن مسند الإمام أبي حنيفة

يعدّ مسند أبي حنيفة من المسانيد المعروفة بين أهل العلم، ويوجد فيه الحديث الصحيح والحسن وغيره،[٣] وإذا نظرنا مثلاً إلى بعض المسانيد؛ كمسند الإمام أبي حنيفة لمؤلّفه أبي نعيم الأصفهاني -وهو كتاب مشهور- نجد أنّه قام بترتيبه على حروف المعجم بحسب اسم الشيخ، ولكنّه قدّم اسم "محمد" استثناءً تشرُّفاً بذكر النبيّ الكريم، ثمّ يذكر عند كلّ شيخ مروياته، ويبدؤها بقوله: أبو حنيفة عن فلان، ويذكر هذه المرويات، ويُعقّب عليها بذكر الشواهد والمتابعات والغرائب ونحو ذلك.[٤]


وسيأتي في خاتمة المقال أبرز المصنّفات والمسانيد التي جمعت مرويات أبي حنيفة، وكلّ ذلك يدلّنا على اهتمام أبي حنيفة -رحمه الله- بالحديث، أمّا مَن زعم قلّة اشتغاله بذلك فقد ردّ عليه أهل العلم، ومن ذلك:[١]

  • قول محمد الخوارزمي: "زعم أنه ليس لأبي حنيفة مسند، وكان لا يروي إلا عدة أحاديث، فلحقتني حمية دينية، فأردت أن أجمع بين خمسة عشر من مسانيده التي جمعها له فحل علماء الحديث -وسرد أسماءهم واحدا واحدا-".
  • قول الحافظ محمد الصالحي الشافعي: "كان أبو حنيفة من كبار حفاظ الحديث وأعيانهم، ولولا كثرة اعتنائه بالحديث ما تهيأ له استنباط مسائل الفقه".
  • ذِكر الذهبيّ للإمام أبي حنيفة في طبقة الحفّاظ -كما أشرنا سابقاً-، وقوله: "إنما قلت الرواية عنه وإن كان متسع الحفظ لاشتغاله بالاستنباط، وكذلك لم يرو عن مالك والشافعي إلا القليل بالنسبة إلى ما سمعاه للسبب نفسه"، ثمّ ذكر ما يدلّ على كثرة أحاديث ومسانيد أبي حنيفة.


اهتمام أهل العلم بمسانيد الإمام أبي حنيفة

اهتمّ أهل العلم بمسانيد الإمام أبي حنيفة اهتماماً كبيراً، وكتبوا العديد من المصنّفات التي جمعوا فيها الكثير من الأحاديث الموجودة في مسانيد أبي حنيفة، ومن ذلك:

  • جامع المسانيد: وهو مصنّف جمع فيه محمد الخوارزمي بين خمسة عشر مسنداً للإمام أبي حنيفة، وحذف منه المُعاد منه، وترك تكرير الإسناد، ورتّبه على أبواب الفقه.[٥]
  • المعتمد، والمستند في شرح المعتمد: وهذه مصنّفات لمحمود بن أحمد القُونوِي، وكتابه المعتمد هو: "مختصر مسند الإمام أبي حنيفة رحمه الله، تخريج الحارثي".[٦]
  • مقصد المسند: وهو اختصار لمسند الإمام أبي حنيفة، للمؤلّف محمد بن عباد الخِلاطي.[٧]
  • شرح مسند أبي حنيفة: للمؤلّف الملا علي القاري، وهو من الشروحات المفيدة.[٣]
  • مسند أبي حنيفة: لأبي نعيم الأصبهاني.[٨]



مواضيع أخرى:

كم عدد أحاديث مسند أحمد بن حنبل؟

كم عدد الأحاديث في موطأ مالك؟

المراجع

  1. ^ أ ب ت محمد محمد أبو زهو، الحديث والمحدثون، صفحة 284. بتصرّف.
  2. محمد الكتاني، الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، صفحة 16.
  3. ^ أ ب "كتاب مسند أبي حنيفة وشرحه للملا علي القاري"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2022. بتصرّف.
  4. "وصف كتاب مسند الإمام أبي حنيفة لأبي نعيم"، شبكة مشكاة الإسلامية، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2022. بتصرّف.
  5. سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 17، جزء 1. بتصرّف.
  6. ابن قطلوبغا، تاج التراجم لابن قطلوبغا، صفحة 290. بتصرّف.
  7. ابن قطلوبغا، تاج التراجم لابن قطلوبغا، صفحة 262. بتصرّف.
  8. أبو نعيم الأصبهاني، مسند أبي حنيفة رواية أبي نعيم. بتصرّف.