الإمام النووي هو الإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي؛ منسوبٌ إلى نَوى وهي قرية من قُرى حوران في سوريا، وهو إمام فقيه مُحدّث من أبرز فقهاء الشافعيّة وعُلماء الإسلام، له مُصنفاتٌ عديدة من أبرزها: الأربعون النووية، ورياض الصالحين، والأذكار.[١]


عدد أحاديث الأربعين النووية

يبلغ عدد أحاديث كتاب الأربعين النووية للإمام النووي اثنين وأربعين (42) حديثاً نبوياً، اشتملت على كثير من القواعد العظيمة والتي عليها مدارُ الإسلام، وقد حرص الإمام النووي أن تكون معظم هذه الأحاديث موجودةٌ في صحيح البخاري ومسلم وأن تكون صحيحة،[٢] وقد زاد الإمام ابن رجب الحنبلي على الأربعين النووية ثمانية أحاديث وأضافها للأربعين النووية، واعتمد أنْ تكون هذه الثمانية أحاديث صحيحة، وعلى نسق وطريقة الأربعين النووية، كما فعل الإمام النووي، وقد شرح الخمسين حديثاً في كتاب أطلق عليه جامع العلومِ والحِكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم.[٣]


التعريف بالأربعين النووية

محتوى الأربعين النووية

يمكن تقسيم كتاب الأربعين النووية للإمام النووي إلى قسمين اثنين هما:[٤]

  • المقدمة: بدأ الإمام النووي كتابه بالمقدمة كعادة أهل التأليف وذكر فيها السبب الذي دفعه لتأليف هذا الكتاب، ومنهجه المُتبّع في كتابه الأربعين، وبيّن تاريخ التأليف في الأربعين النووية وجمعها، وما تميّز به كتابه عن غيره من الكتب، وبيّن حرصه أن تكونَ هذه الأربعين صحيحة، ووضّح رأيه في الحديث الضعيف وحُكم العمل به، أنَّه يُعملُ به بفضائل الأعمال.
  • صُلب الكتاب: لقد كان الإمام النووي مبدعَ التصنيف وقد ظهر ذلك جليّاً واضحاً في كتابه الأربعين النووية؛ في التناسق والتسلسل في الأحاديث من الحديث الأول إلى آخر الأربعين، أي إلى الحديث الثاني والأربعين، ولم يكن ترتيبه على الأبواب الفقهيّة كما كانت عادةُ أهل التصنيف قديماً، وقد ذكر الأحاديث محذوفة الأسانيد، وعند ختمه لكل حديث كان يذكُر رواي ذلك الحديث.


مميزات الأربعين النووية

للأربعين النووية خِصال وميزات، تالياً بيانها:[٤]

  • حرص الإمام النووي على ذكره الأحاديث في كتابه محذوفة الأسانيد، وذلك ليسهل حفظها وتداولها بين الناس، وليعمَّ نفعها للجميع.
  • حرص الإمام النووي على بيان راوي الحديث بعدَ كل حديث ليرفع الإبهام والالتباس الذي يحدثُ للناس.
  • حرصه على بيان الروايات الأخرى للحديث المذكور، وقد كان يشيرُ لذلك.


المبادئ التي تضمنتها الأربعين النووية

إنَّ أحاديث الأربعين النووية أحاديثٌ عظيمة مشتملة على مبادئ جليلة، على المسلم أن يعيها ويطبقها في حياته، وآتياً بيانُ بعضٍ من هذه المبادئ استناداً إلى أحاديث الأربعين النووية:[٥]

  • أهمية النيّة في سائر الأعمال وضرورة أنْ تكون هذه النيّة لله سبحانه وتعالى وعلى منهاجه وطريقته، وقد ظهر ذلك جليّاً في الحديث الأول.
  • أركان الإيمان الستة وضرورة الإيمان بها والتصديق الجازم بها وكذلك أركان الإسلام والتصديق التام بأمور الغيب وأن يردّ المسلم علمها لله سبحانه وتعالى، وقد ظهر ذلك في الحديث الثاني.
  • على المسلم أن يترك الفضول ويحترم خصوصيات الآخرين وقد نُثر هذا المبدأ الإسلامي المهم في الحديث الثاني عشر.
  • حرمة دم المسلم وأنَّ القانون الشرعي الإسلامي يخضع له الجميع دون استثناء مهما كانت رتبته في المجتمع المسلم، وقد ظهر هذا المبدأ بشكل واضح في الحديث الرابع عشر.
  • على المسلم أن يزهد في الدنيا فهي لا تساوي شيئاً أمام الآخرة وهي سبيلٌ يجلب للمسلم محبة الله سبحانه وتعالى، وقد كان هذا المبدأ واضحاً في الحديث الحادي والثلاثين.
  • على المسلم أن يطلبَ عفو الله تعالى ويرجو رحمته ويبادرَ بالتوبة دائماً مهما كان ذنبه عظيماً، وقد ظهر ذلك جلياً في الحديث الأخير من الأربعين النووية.


المراجع

  1. نور الدين قلالة، "الإمام النووي صاحب رياض الصالحين"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  2. الشيخ محمد صالح المنجد (28/9/2011)، "هل جميع الأحاديث في الأربعين النووية صحيحة ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  3. عبد المحسن العباد، كتاب شرح الأربعين النووية، صفحة 7. بتصرّف.
  4. ^ أ ب حسين لون بللو (24/11/2018)، "منهج كتاب الأربعين النووية ومميزاته"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  5. خالد الشرمان، عادات الفاعلية للشخصية المسلمة في ضوء الأربعين النووية، صفحة 182-183. بتصرّف.