الحديث الغريب
بيان معنى الحديث الغريب لغةً وشرعاً فيما يأتي:[١]
- الغريب لغةً: صفةٌ مشبهةٌ تطلق على الشيء المنفرد، أو الشخص البعيد عن الآخرين.
- الحديث الغريب شرعاً: هو الحديث الذي انفرد بروايته راوٍ واحدٍ، إمّا في كلّ طبقةٍ من طبقات السند، أو في طبقةٍ واحدةٍ من السند، كطبقة الصحابة، وقد أطلق عليه بعض العلماء اسم الفرد من باب الترادف في الألفاظ.
شروط الحديث الغريب
لم يُحدّد العلماء أيّة شروطٍ للحديث الغريب، فلا يُحكم عليه بصحةٍ أو ضعفٍ، فمنه الصحيح ومنه الضعيف، إلّا أنّه يعدّ من مظان الحديث الضعيف،[٢] ويُحكم عليه بالصحّة إن تحقّقت فيه شروط الحديث الصحيح الآتي بيانها:[٣]
- اتصال السند: أيّ أن يأخذ كلّ راوٍ من الرواة الحديث عمّن سبقه من الرواة دون حذف أيّ راوٍ.
- عدالة الرواة: أيّ أنّ يكون كلّ راوٍ مسلماً بالغاً عاقلاً ملتزماً بأحكام الشريعة مجتنباً ما يخلّ بمروءته.
- ضبط الرواة: أي أن يحفظ كلّ راوٍ الحديث حفظاً متقناً عن ظهر قلبٍ، أو كتابةً في الصحائف.
- عدم الشذوذ: أي ألّا يخالف الراوي في روايته للحديث رواية راوٍ آخرٍ أوثق منه.
- عدم العلة: أي أن يسلم الحديث من أي أمرٍ يخلّ بصحته ويقدح بها.[٤]
أنواع الحديث الغريب
أنواع الحديث الغريب من حيث التفرّد
يتفرّع الحديث الغريب من حيث التفرّد إلى نوعَين بيانهما آتياً:[٥]
- التفرّد المطلق: وهو أن ينفرد الراوي في طبقةٍ من طبقات السند برواية الحديث دون أن يشاركه أحدٌ في رواية الحديث، فيكون بذلك حديثٌ لم يُعرف عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلّا من خلال راوٍ واحدٍ، ومثاله حديث: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ)،[٦] فالحديث السابق رواه الصحابي عمر بن الخطاب، وليس له إلّا سنداً واحداً مستقيماً، إذ يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب.
- التفرّد النسبي: وهو أن ينفرد الراوي برواية حديثٍ عن شيخه، ويكون هذا الراوي الوحيد الذي روى عن شيخه ولم يشاركه أحدٌ في روايته، مع أنّ الحديث قد يكون مروياً من طرقٍ متعددةٍ، ويكون العديد من الرواة تابعوا الشيخ لكنّ هذا الحديث لم يروه إلّا راوٍ واحدٍ، ومثاله: ما رواه عيسى بن موسى غُنْجارٌ عن أبي حمزة السكري عن الأعمش عن أبي أيوب السَّختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة: (لا تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ، ولا تَقُولوا: خَيْبَةَ الدَّهْرِ؛ فإنَّ اللَّهَ هو الدَّهْرُ)،[٧] فلم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلّا أبو حمزة السكريّ.
أنواع الحديث الغريب من حيث غرابة السند أو المتن
الحديث الغريب من حيث غرابة السند أو المتن نوعين هما:[٨]
- الحديث الغريب متناً وسنداً: وهو الحديث الذي تفرد برواية متنه (نصّ الحديث) راوٍ واحدٍ.
- الحديث الغريب إسناداً لا متناً: وهو الحديث الذي يروي متنه جماعةٌ من الصحابة لكن انفرد واحد بروايته عن صحابي آخرٍ.
أبرز المصنفات في الحديث الغريب
من أبرز المصنفات التي صُنفت في الحديث الغريب:[٩][١٠]
- مُسند البزار
- المعجم الأوسط للطبراني.
- غرائب مالك للإمام الدارقطني.
- الأفراد للإمام الدارقطني.
- السنن التي تفرد بكل سنة منها أهل بلدة للإمام أبي داود السجستاني.
- غريب الحديث لأبي عبد القاسم بن سلام.
- غريب الحديث لابن قتيبة.
- غريب الحديث لأبي إسحاق الحربي.
- غريب الحديث لأبي سليمان البستي
- النهاية في غريب الحديث لابن الأثير.
المراجع
- ↑ محمود داود دسوقي خطابي (18/6/2017)، "الحديث الغريب: تعريفه وأقسامه"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021. بتصرّف.
- ↑ ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 228. بتصرّف.
- ↑ محمود داود دسوقي خطابي (2/4/2017)، "شروط الحديث الصحيح"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10/11/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد صالح المنجد (27/12/2005)، "شروط الحديث الصحيح"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 10/11/2021. بتصرّف.
- ↑ الشيخ محمد صالح المنجد (19/10/2009)، "تعريف الحديث الغريب"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6182، صحيح.
- ↑ محمود الطحان، كتاب تيسير مصطلح الحديث، صفحة 41. بتصرّف.
- ↑ حسن أبو الأشبال الزهيري، كتاب دورة تدريبية في مصطلح الحديث، صفحة 33. بتصرّف.
- ↑ إسلام ويب (28/1/2016)، "مقدمات عن غريب الحديث"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021. بتصرّف.