هو الصحابي الجليل أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصهره زوج ابنته فاطمة الزهراء، ولد قبل البعثة بعشر سنين، وتربَّى في حجر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان من السابقين الأولين في الإسلام، فهو أول من أسلم من الشباب، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، له الكثير من المناقب العظيمة، وقد روى الكثير من الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقرأ عليه القرآن، وهو من علماء الصحابة وقضاتهم، حيث نهض بأعباء العلم والعمل، وبقي متصدياً للعلم ونشره حتى بعد وفاة النبي -عليه السلام-، كما كان من أصحاب الشورى الذين قال عنهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.[١][٢]
كم عدد الأحاديث التي رواها علي؟
بلغت عدد روايات الصحابي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- خمسمائة وستة وثمانين حديثاً، اتفق الإمام البخاري والإمام مسلم -رحمها الله- على عشرين حديثاً، حيث انفرد الإمام البخاري بتسعة أحاديث، وانفرد الإمام مسلم بخمسة عشر حديثاً.[٣]
بعض الأحاديث التي رواها علي
- (نَهَانِي، يَعْنِي النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي في هذِه، أَوِ الَّتي تَلِيهَا، لَمْ يَدْرِ عَاصِمٌ في أَيِّ الثِّنْتَيْنِ، وَنَهَانِي عن لُبْسِ القَسِّيِّ، وَعَنْ جُلُوسٍ علَى المَيَاثِرِ).[٤]
- (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَرَقَهُ وفَاطِمَةَ بنْتَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً، فَقالَ لهمْ: ألَا تُصَلُّونَ، قالَ عَلِيٌّ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّما أنْفُسُنَا بيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ قُلتُ ذلكَ، ولَمْ يَرْجِعْ إلَيَّ شيئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وهو مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ ويقولُ: {وَكانَ الإنْسَانُ أكْثَرَ شيءٍ جَدَلًا}[الكهف: 54]).[٥]
- (لم يكُنِ النَّبيُّ بالطَّويلِ ولا بالقصيرِ، شثِنَ الكفَّيْن والقدمَيْن، ضخمَ الرَّأسِ، ضخمَ الكراديسِ، طويلَ المسرَبةِ، إذا مشَى تكفَّأ تكفُّؤًا كأنَّما ينحَطُّ من صبَبٍ، لم أرَ قبله ولا بعده مثلَه).[٦]
الجهود العلمية للصحابي علي ودوره في خدمة السنة النبوية
نذكر آتيا بعض جهود الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في خدمة السنة والإسلام:[٧]
- كان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حريصاً في تلقي الحديث وتوثيقه، حتى أنه كان يستحلف من يحدّثه، وقد رُويَ عنه أنه قال: (كُنْتُ إذا سمِعْتُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا نَفعَني اللهُ بما شاءَ منه، وإذا حدَّثَني عنه غيرُه تَحِلَّتُه يَمينُه).[٨]
- روى رضي الله عنه عن النبي عليه السلام علماً كثيراً، ومع كثرة علمه الذي أخذه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أنه لم يروِ عنه إلا القليل لعدة أسباب منها: لانشغاله بالقضاء، والحروب التي جعلته لا يتفرغ للفتيا، وغير ذلك من أسباب.
- كان من أبرز ملامح منهجه في رواية الأحاديث تجنبه للكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم--، كان يقول: (إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إلَيَّ مِن أَنْ أَكْذِبَ عليه).[٩]
- كان رضي الله عنه من منهج روايته للأحاديث أنه كان يتجنب رواية الحديث المنكر وغير المشهور بين عامة الناس، مما قد يشتبه على عقولهم، روي عنه أنه قال: (حَدِّثُوا النَّاسَ، بما يَعْرِفُونَ أتُحِبُّونَ أنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ ورَسولُهُ).[١٠]
- كان رضي الله عنه يتجنب الحديث مع أهل البدع والأهواء، فكان لا يضع علمه وما تعلمه من النبي -صلى الله عليه وسلم- عند من لا يستحقه.
مواضيع أخرى:
كم عدد الأحاديث المروية عن أبي بكر؟
المراجع
- ↑ "علي بن أبي طالب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2021. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 495. بتصرّف.
- ↑ ابن الملقن، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، صفحة 634. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2078، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:7465، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:4، حديث صحيح.
- ↑ "جهود علي بن أبي طالب"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن أبي بكر الصديق و علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:6048، حسن.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن ابي طالب، الصفحة أو الرقم:3611، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عامر بن واثلة أبو الطفيل، الصفحة أو الرقم:127، صحيح.