حديث تحريم وضع الصور

نص الحديث

أخرج البخاري في صحيحه، عن أبي طلحة الأنصاري زيد بن سهل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فيه صُورَةٌ. قالَ بُسْرٌ: فَمَرِضَ زَيْدُ بنُ خالِدٍ فَعُدْناهُ، فإذا نَحْنُ في بَيْتِهِ بسِتْرٍ فيه تَصاوِيرُ، فَقُلتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ الخَوْلانِيِّ: ألَمْ يُحَدِّثْنا في التَّصاوِيرِ؟ فقالَ: إنَّه قالَ: إلَّا رَقْمٌ في ثَوْبٍ، ألَا سَمِعْتَهُ؟ قُلتُ: لا. قالَ: بَلَى، قدْ ذَكَرَهُ).^[١]

التعريف براوي الحديث

الصحابي أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل بن الأسود رضي الله عنه، من بني أخوال النبي -صلى الله عليه وسلم، وهو واحد من النقباء الاثني عشر في بيعة العقبة، وقد شهد بدراً، روى عنه ربيبه أنس بن مالك رضي الله عنه، وابنه أبو إسحاق عبد الله بن أبي طلحة وغيرهم، وله مناقب كثيرة، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (لَصوتُ أبي طَلْحةَ في الجَيشِ خَيرٌ من فِئَةٍ)،^[٢] مات بالمدينة سنة أربع وثلاثين.^[٣]

معاني المفردات

فيما يلي نُبَيِّنُ ما في الحديث من مفردات تحتاج إلى توضيح:

• السِتر:  هو الحِجاب، أو ما يُستَتر ويُتغطَّى به.^[٤]
• التصاوير: جمع تَصوير، أي صورة.^[٥]
• الرقْم: ما يُرسم على الأقمشة من صور أو خطوط أو غيرها.^[٦]

شرح الحديث

يخبرنا الصحابي الجليل أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، والمراد بالملائكة هنا هي الملائكة التي تطوف بالرحمة والاستغفار لا الحفظة، كما أن المراد بالصورة هي الصور ذوات الأرواح، فإن صور الجمادات مباحة بلا خلاف، وسبب عدم دخول الملائكة للبيت الذي فيه صورة من ذوات الأرواح؛ لأنها معصية، ولأن فيها تلبُس بصفة من صفات الله وهي صفة الخلق، ثم ذكر التابعي بُسر بن سعيد أن زيد بن خالد مرض بعد أن حدثهم بهذا الحديث، فذهب هو وعبيد الله الخولاني لزيارته، فوجدا في بيته قماشاً عليه صور، فقال بُسر بن سعيد لعبيد الله: ألم يحدثنا زيد بن خالد أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة؟، فأكَّدَ عبيد الله الخولاني لبُسر أن زيد بن خالد قال: "إلَّا رَقْمٌ في ثَوْبٍ"، وهو النقش على الثوب، وذلك لضرورة استخدام الثياب، وكذا أبُيحت الصور فيما يُمتَهن، كأن تُفرش على الأرض ونحوه.^[٧][٨]

ما يرشد إليه الحديث

في الحديث بعض الأمور المهمة التي ينبغي للمسلم التنبه إليها، منها:^[٧]

• النهي عن تصوير ذوات الأرواح، لأن فيها مضاهاة لخلق الله.
• امتناع ملائكة الرحمة من دخول البيت الذي فيه صور معلقة ذوات أرواح.
• دخول الملائكة إلى البيت فيه رحمة وبركة وخير لأهله، فينبغي على المسلم أن يحرص على عدم وجود ما يمنع دخولهم إلى بيته.

حديث عقوبة المصورين يوم القيامة

أخرج مسلم في صحيحه، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح رضي الله عنه قال: (كُنْتُ مع مَسْرُوقٍ، في بَيْتٍ فيه تَمَاثِيلُ مَرْيَمَ فَقالَ مَسْرُوقٌ: هذا تَمَاثِيلُ كِسْرَى فَقُلتُ: لَا، هذا تَمَاثِيلُ مَرْيَمَ، فَقالَ مَسْرُوقٌ، أَما إنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ يقولُ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ).^[٩]