تعريف الحديث المرفوع

يُعرّف الحديث المرفوع بأنه ما أُضيف وأُسْنِد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أقواله أو أفعاله أو تقريراته أو صفاته الخَلقيّة والخُلُقيّة،[١] وقد سُمّي الحديث المرفوع بذلك؛ لِعُلوّ رتبته بإضافته إلى النبيّ الكريم -عليه الصلاة والسلام-،[٢] ومن خلال هذا التعريف يتبيّن أنّ الحديث المرفوع ينقسم إلى:[٣]

  • المرفوع القولي.
  • المرفوع الفعلي.
  • المرفوع التقريري.
  • المرفوع الوصفي.


أمثلة على الحديث المرفوع

يُعْرف الحديث بأنّه مرفوعٌ إذا أُضيف وأُسنِد إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ونذكر أبرز الأمثلة على أشكاله الأربعة فيما يأتي:[٤]

  • مثال على المرفوع القولي: ما ثبت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).[٥]
  • مثال على المرفوع الفعلي: ما ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ، فَقامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأتَى حاجَتَهُ، فَغَسَلَ وجْهَهُ ويَدَيْهِ، ثُمَّ نامَ، ثُمَّ قامَ، فأتَى القِرْبَةَ فأطْلَقَ شِناقَها، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بيْنَ وُضُوءَيْنِ لَمْ يُكْثِرْ وقدْ أبْلَغَ، فَصَلَّى ...).[٦]
  • مثال على المرفوع التقريري: تقرير النبيّ الكريم لعبّاد بن بشر -رضي الله عنه- الذي أُصيب بسهمٍ، وصلّى وجرحه يسيل دماً، فأقرّه النبيّ على ذلك، ومن هنا استدلّ العديد من أهل العلم على جواز صلاة المرء الملطّخ بالدم بسبب جرحه.
  • مثال على المرفوع الوصفي: مثل الأحاديث التي يصف فيها الصحابة جمال وأخلاق النبيّ، ومن ذلك قول أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا).[٧]


أقسام الحديث المرفوع من حيث الصحّة

الحديث المرفوع قد يكون حديثاً صحيحاً أو حسناً، وقد يكون ضعيفاً، وإذا كان الحديث المنسوب إلى النبيّ ضعيفاً فذلك لوجود أسبابٍ في سنده أو متنه أدّت إلى الحكم عليه بالضعف، وهذه الأسباب هي:[٨]

  • بسبب الإرسال: أي حذف صحابيّ من السّند.
  • بسبب الانقطاع: أي إسقاط راوٍ من السّند.
  • بسبب الإعضال: أي إسقاط راويين متتابعين من السّند.
  • بسبب الاضطراب: ويعني ذلك أن تختلف الرواية عند أحد الرواة في متن الحديث أو سنده دون وجود مرجّح.


حكم العمل بالحديث المرفوع

يجدر بالذّكر أنّ الحديث المرفوع إلى النبيّ إذا كان في مراتب الصحّة؛ أي توفّرت فيه شروط الصحّة أو الحسن فقبوله والعمل بما جاء فيه واجب،[٩] وعلى ذلك اتّفق أهل العلم، ومعنى وجوب العمل به؛ أي الاحتجاج به وتطبيق ما جاء به عموماً، والإيمان به وحياً من الله -سبحانه- إلى نبيّه الكريم -صلى الله عليه وسلم-،[١٠] ويدلّ على وجوب العمل بالحديث الذي توفّرت فيه شروط الصحّة أو الحسن:[١١]

  • قول الله -تعالى-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).[١٢]
  • قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (عليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين، تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ).[١٣]



مواضيع أخرى:

الحديث النبوي

الحديث الصحيح

المراجع

  1. يوسف جودة، شرح المنظومة البيقونية، صفحة 23. بتصرّف.
  2. حسن بن محمد مشاط، التقريرات السنية شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، صفحة 20. بتصرّف.
  3. فضل الرحمن صافي، الزبد في مصطلح الحديث، صفحة 18.
  4. محمد عبد الغفار، شرح البيقونية، صفحة 3، جزء 6. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6316، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6203، صحيح.
  8. فضل الرحمن صافي، الزبد في مصطلح الحديث، صفحة 17. بتصرّف.
  9. "معنى الحديث المرفوع والموقوف وحكم العمل بهما"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/12/2022. بتصرّف.
  10. عماد السيد إسماعيل الشربينى، أعداء الإسلام ومناقشتها، صفحة 1114. بتصرّف.
  11. محمد جميل زينو، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع، صفحة 292، جزء 1. بتصرّف.
  12. سورة الحشر، آية:7
  13. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبدالرحمن السلمي وحجر بن حجر، الصفحة أو الرقم:4607، صححه الألباني.