التواتر في اللغة: التتابع؛ أي أن يأتي الواحد تلو الآخر، أمّا المتواتر في الشَّرع فيُطلق على الحديث الذي رواه عددٌ كثيرٌ يستحيل في العادة اتّفاقهم على الكذب من أول السند إلى آخره،[١] والمتواتر اللفظي هو الحديث الذي تواتر لفظه ومعناه؛ أي أنّه رواه جمعٌ كثيرٌ لا يُمكن اتّفاقهم على الكذب بلفظٍ واحدٍ دلّ على معنى واحدٍ، ومن الأمثلة عليه قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ).[٢][٣]


كم عدد الأحاديث المتواترة لفظاً؟

الأحاديث المتواترة كثيرةٌ، وقد اختلف العلماء في إحصاء عددها، فقد قال البعض إنَّ عدد الأحاديث المتواترة ثمانون حديثاً فقط ومنها المتواتر اللفظي، وبعضهم قد أوصلها إلى ثلاثمئةٍ وعشرين حديثاً على أكثر الأحوال.[٤]


شروط الحديث المتواتر

للحديث المتواتر شروطاً عند أهل الحديث، آتياً ذكرها وبيانها:[٥]

  • أن يرويه عددٌ كثيرٌ من الرواة: وقد اختُلف في تحديد العددِ الذي يثبت فيه التواتر؛ فذهب بعض العلماء إلى أنَّه أربعةٌ، وقال آخرون إنَّه سبعةٌ، والصحيح عدم تحديد عددٍ.
  • وجود العدد الكثير من الرواة في جميع طبقات السند؛ أي أن يروي الحديث عددٌ كثيرٌ من الصحابة ثمّ من التابعين وهكذا.
  • استحالة اتّفاق رواة الحديث على الكذب.
  • الاعتماد في الحديث على الحسِّ؛ أيّ ما يُدرك بالحواسّ الخمس من مشاهدةٍ أو سماعٍ أو لمسٍ، كقول الرواة: سمعنا أو رأينا ونحو ذلك.


حجية الحديث المتواتر

اتّفق أهل الحديث على أنّ الحديث المتواتر يفيدُ علماً يقيناً ضرورياً وليس نظرياً، فلا يدخل فيه أيّ شكٍ،[٦] فهو موثوقٌ به؛ لكثرة عدد رواته واستحالة كذبهم، فكان أشبه بالسَّماع من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.[٧]


مصنفات في الحديث المتواتر

هناك العديد من مصنفات الأحاديث المتواترة، منها:[٨]

  • الأحاديث المتواترة التي منها الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة للسيوطي‏، ‏ومختصره الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة‏.
  • اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة لشمس الدين مسند الشام، وتلخيصه لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة ‏لأبي الفيض محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المصري.
  • نظم المتواتر من الحديث المتواتر لمحمد بن إدريس الكتاني.


الفرق بين الحديث المتواتر وحديث الآحاد من حيث عدد الرواة وضبطهم

يُشترط في الحديث المتواتر أن يبلغ عدد الرواة عدداً كبيراً في جميع طبقات السند -كما سبق ذكره-، ويشترط أيضاً ضبط الرواة؛ بحيث يستحيل أن يتّفقوا على الكذب،[٩] أمّا حديث الآحاد فمنه الصحيح ومنه الحسن ومنه الضعيف، وينقسم من حيث عدد الرواة إلى أقسامٍ ثلاثةٍ، هي:[١٠]

  • الحديث المشهور: وهو الحديث الذي بلغ عدد رواته في إحدى طبقات السند ثلاثة رواةٍ فأكثر، أي أنّه لم يبلغ حدّ التواتر .
  • الحديث العزيز: وهو الحديث الذي بلغ عدد الرواة في إحدى طبقات سنده اثنين.
  • الحديث الغريب: وهو الحديث الذي وُجد فيه راو واحدٍ في إحدى طبقات السند.

المراجع

  1. إسلام ويب (26/7/2003)، "الحديث المتواتر .. شروطه وأنواعه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:1291، صحيح.
  3. الشيخ محمد صالح المنجد (1/4/2003)، "الحديث المتواتر"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021. بتصرّف.
  4. حسن أبو الاشبال الزهيري، كتاب دورة تدريبية في مصطلح الحديث، صفحة 21. بتصرّف.
  5. الشبكة الإسلامية (15/2/2021)، "الحديث المتواتر شروطه وأنواعه"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021. بتصرّف.
  6. عامر حسن صبري، كتاب حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام، صفحة 5. بتصرّف.
  7. رفعت بن فوزي عبد المطلب، كتاب توثيق السنة في القرن الثاني الهجري أسسه واتجاهاته، صفحة 79. بتصرّف.
  8. نداء الإيمان، المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المصنفة **/i118&n6&p1 "كتب الاحاديث المتواترة"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021. بتصرّف.
  9. جامعة المدينة العالمية، كتاب الدفاع عن السنة جامعة المدينة بكالوريوس، صفحة 205-209. بتصرّف.
  10. جامعة المدينة العالمية، كتاب الدفاع عن السنة جامعة المدينة ماجستير، صفحة 200-207. بتصرّف.