راوي الحديث

راوي الحديث هو: مَن تلقّى الحديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ثمّ رواه كما سمعه بأمانةٍ دون زيادةٍ أو نقصانٍ، وقد اشترط علماء الحديث شرطَين لا بدّ من توافرهما في الراوي حتى تُقبل روايته للحديث؛ وهما: العدالة والضبط، وفي المقال الآتي بيانهما.[١]


صفات وشروط رواة الحديث

الشرط الأول: العدالة

العدالة هي: المَلكة التي تحمل صاحبها على التزام تقوى الله -سبحانه-، والخوف والخشية منه، واجتناب المعاصي والذنوب وما يخلّ بالمروءة بين الناس، واستدلّ المحدّثون على وجوب عدالة رواة الحديث بقوله -تعالى-: (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ)،[٢] وقوله -عزّ وجلّ-: (مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ)،[٣] فإن كانت العدالة واجبةً للشهادة في أمور الدنيا كالزواج والطلاق والدِّين، فتجب من بابٍ أولى في رواية حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وتتحقّق العدالة بالأمور الآتي بيانها:[٤]

  • الإسلام: فلا تُقبل رواية الحديث من غير المسلم.
  • البلوغ: إذ به يتحمّل الفرد المسؤولية، وهو سنّ تحمّل الواجبات وترك المحظورات، وبناءً على ذلك فلا تُقبل رواية الصغير.
  • العقل: إذ لا بدّ من الصدق والقدرة على ضبط الكلام في رواية الحديث وذلك لا يتحقّق من غير العاقل، فلا تُقبل رواية المجنون أو السفيه أو المعتوه وغيرهم ممّن ثبت لديهم فقدان العقل والإدراك.
  • التقوى: فلا بدّ من تحقّق الاستقامة والصلاح في راوي الحديث، وعدم ارتكابه أي كبيرةٍ من كبائر الذنوب، وعدم الإصرار على الصغائر منها، فلا تُقبل راوية الفاسق بارتكاب المعاصي والمحرّمات والخروج عن الطاعات والعبادات وعدم أدائها.
  • المروءة: أي ألّا يتصف راوي الحديث بأيّ أمرٍ يحطّ من قدره ومكانته بين الناس.


الشرط الثاني: الضبط

يتحقّق الضبط بعدّة أمورٍ بيانها فيما يأتي:[٤]

  • حفظ الحديث النبوي بإتقانٍ، إمّا غيباً في الصدر أو كتابةً في السطر.
  • القدرة على استحضار الحديث وروايته عند الأداء، أي عند التحدّث به.
  • معرفة معاني الأحاديث، والعلم بما يُحيل إليه الحديث من معانٍ إن رُوي بالمعنى.


أكثر الصحابة روايةً للحديث

روى جمعٌ كثيرٌ من الصحابة الحديثَ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من الصحابة، وذكر أهل الحديث أنّ الصحابة المكثرين لرواية الحديث سبعةٌ، هم:[٥]

  • أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسيّ -رضي الله عنه-، وقد اتّفق أهل الحديث على أنّه أكثر السبعةِ روايةً عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ بلغ عدد الأحاديث التي رواها خمسة آلافٍ وثلاثمئةٍ وأربعةٍ وسبعين حديثاً.
  • عبد الله بن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما-، وقد روى ألفين وستمئةٍ وثلاثين حديثاً.
  • أنس بن مالك -رضي الله عنه-، وروى ألفين ومئتين وستةٍ وثمانين حديثاً.
  • أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكرٍ -رضي الله عنهما-، وروت ألفين ومئتين وعشرة أحاديث.
  • عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، وروى ألفاً وستمئةٍ وستةٍ وتسعين حديثاً.
  • جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، وروى ألفاً وخمسمئةٍ وأربعين حديثاً.
  • أبو سعيدٍ الخدريّ -رضي الله عنه-، وروى ألفاً ومئة وسبعين حديثاً.



مواضيع أخرى:

شروط الحديث المتفق عليه

صفات الحديث الصحيح


المراجع

  1. الدكتور يوسف محمد رشيد جيرو ، من احتمل الأئمة تدليسهم من الرواة، صفحة 99. بتصرّف.
  2. سورة الطلاق، آية:2
  3. سورة البقرة، آية:282
  4. ^ أ ب [نور الدين عتر]، كتاب منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 78-85. بتصرّف.
  5. مجموعة من العلماء (8/2/2018)، "رئيس المكثرين السبعة من الصحابة في رواية الحديث"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/10/2021. بتصرّف.