معنى الحديث الحسن

الحديث الحسن هو: الحديث الذي توافرت فيه شروط الحديث الصحيح عدا شرطاً واحداً ألا وهو: ضبط الراوي، فإن راويه يكونُ أقل ضبطاً من راوي الحديث الصحيح،[١] ويُشترط في الحديث الصحيح أن يكونَ متصلَ السند: وهو أن يكونَ كُلَّ راوٍ من رواته قد أخذه مباشرةً عمَّن فوقه، أي أن يأخذه التلميذ عن الشيخ، وأن يكون الراوي عدلاً؛ أي مُسلماً بالغاً عاقلاً غير فاسقٍ وغير مخروم المروءة، وضابطاً للرواية؛ وهي صفةٌ خاصةٌ بالراوي بأن ينقلَ الحديث كما سمعه دون أن يزيدَ عليه أو يُنقصَ منه، فينقله كما سمعه من غيره، وألّا يكون الحديث شاذاً؛ أي ألّا يخالف الراوي رواية غيره من الرواة الأوثق منه.[٢]


شروط الحديث الحسن

لا يكون الحديث حديثاً حسناً إلَّا إن تحقّقت فيه الشروط الآتي بيانها:[٣]


العدالة

أي أن يكون راوي الحديث الحسن مستقيماً صالحاً في دينه وعمله، مسلماً بالغاً عاقلاً خالياً من النفاق والفسق، مُجتنباً البِدع والكبائر من الذنوب، وأي أمرٍ قد يُنقص من مروءته.[٣]


اتصال السند

أي أن يكون كلّ راوٍ من سلسلة الرواة (سند الحديث) قد سمع الحديث من شيخه (الراوي الذي قبله).[٣]


خفة ضبط الرواية

أي أن يروي الراوي الحديث النبوي بضبطٍ وإتقانٍ بصورةٍ أقلّ من رواية الحديث الصحيح، أي أنّ رواية الحديث الحسن أقلّ من مرتبة رواية الحديث الصحيح.[٣][٤]


عدم الشذوذ

ألّا يكونَ الحديث شاذاً؛ فالحديث الشاذ يرويه ثقةٌ ولكنَّه يخالفُ فيه غيره من الرواة الثقات والأوثق منه، فقد يكونُ هذا الشذوذ في اللفظ أو في المعنى أو في الاثنين معاً.[٥]


عدم العلة

أن يكون الحديث سليمًا خالياً من العلل؛ والمقصود بالعلّة: سببٌ غامضٌ قد يؤدي إلى الشكِّ في صحة الحديث، كأن يروي الراوي عن راوٍ آخرٍ لم يجتمع به، أو أن يرويه عن راوٍ لم يذهب إلى منطقته، أو أن يرويه باختصارٍ بحيث يخلّ به، أو يكونَ الراوي قد روى الحديث بالمعنى ولم يؤدِ المعنى المطلوب كما فعله غيره.[٦][٣]


أقسام الحديث الحسن

قسَّم عُلماء الحديث الحسن إلى نوعين بيانهما آتياً:[٧]


الحديث الحسن لذاته

هو الحديث الذي تحقّقت فيه شروط الحديث الصحيح إلّا انّ ضبط راويه للرواية أقلّ من ضبط راوي الحديث الصحيح، فقد ينقل الحديث ببعض الزيادة أو النقصان.[٧]


الحديث الحسن لغيره

ويُقصد به الحديث الضعيف الذي ارتقى إلى درجة الحسن؛ أي أوصله العُلماء لدرجة الحسن بسبب تعدّد طرق روايته.[٧]


الاحتجاج بالحديث الحسن

يُحتجّ بالحديث الحسن كالحديث الصحيح،[٨] ويجب العمل بالحديث الحسن كالعمل بالحديث الصحيح وإنْ كانَ أقلّ منه في القوة.[٩]


من مصنفات الحديث الحسن

لم يخصص العلماء كتباً مُحددةً تتعلق بالحديث الحسن ومشتملةً عليه فقط كما هو الحالُ في كتب الصحيح؛ إلّا أنّ هناك كتب قد كثرُ فيها وجودُ الأحاديث الحسنة، ولعلَّ أشهرها: جامع الإمام الترمذي المعروف بسُنن الترمذي، وسنن أبي داود، وسنن الدارقطني.[١٠]

المراجع

  1. إسلام ويب (30/1/2005)، "تعريف وشروط الحديث الصحيح والحسن والضعيف"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2021. بتصرّف.
  2. محمود داود دسوقي خطابي (2/4/2017)، "شروط الحديث الصحيح"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج أبو الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي (18/10/2014)، "ضوابط الحديث الحسن لذاته عند المحدثين"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2021. بتصرّف.
  4. حسن أبو الأشبال الزهيري، شرح كتاب الباعث الحثيث، صفحة 4. بتصرّف.
  5. إسلام ويب (4/12/2007)، "الحديث الشاذ تعريفه وأنواعه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2021. بتصرّف.
  6. أ. د. محمد بن تركي التركي (10/12/2011)، "تعريف العلة، وأقسامها، وأبرز المؤلفات فيها"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2021. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت عبدالله البسام، كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام، صفحة 12. بتصرّف.
  8. إسلام ويب (12/1/2015)، "الاحتجاج بالحديث الحسن"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2021. بتصرّف.
  9. محمود داود دسوقي خطابي (23/4/2017)، "الحديث الحسن ومثال عليه"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2021. بتصرّف.
  10. الدكتور منقذ عدنان محمد (13/4/2017)، "الحديث الحسن عند المحدثين"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2021. بتصرّف.