حديث من شفع لأخيه

أخرج الألباني عن أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من شفعَ لأخيهِ شفاعةً، فأَهدى لَه هديَّةً عليها، فقبِلَها؛ فقد أتى بابًا عظيمًا من أبوابِ الرِّبا"،[١] وآتيًا في هذا المقال شرحٌ للحديث الشريف وبيانٌ لأبرز الدروس المستفادة منه.


شرح حديث من شفع لأخيه

معنى مفردات الحديث

فيما يلي بيانٌ لأبرز معاني المفردات:

  • الشفاعة: واسطة لقضاء حاجةٍ.[٢]
  • الربا: كلّ زيادةٍ مشروطةٍ في العقد خالية عن عوض مشروع.[٣]


المعنى الإجماليّ لحديث من شفع لأخيه

في هذا الحديث الشريف يبيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عقوبة من يعطي هديةً لمن تواسط له بقضاء حاجته، سواءً بجلب مصلحةٍ أو دفع مضرَّةٍ؛ كنوعٍ من المكافأة له على هذه الشفاعة، فإذا قبلها الشافع؛ أي من تواسط له، فهي حرامٌ وقد أتى بابًا من أبواب الربا؛ لأنّه عملٌ يسيرٌ، ولأنّ الشفاعة في غير معصيةٍ مندوبٌ إليها، قال الله تعالى: (مَّن يَشْفَعْ شَفَعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٌ مِّنْهَا)،[٤] وأخذ الهدية عليها قد يضيع أجرها، وأمّا قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إنّه: "أتى بابا من أبواب الربا"؛ قال العلماء: لأنّ الربا زيادةٌ مشروطة دون مقابلٍ؛ فكانت مثله، أمّا إذا كانت الهدية مقابل جهد من تواسط له في أمرٍ مباحٍ؛ فهو جائزٌ ولا حرج في أخذها، والله أعلم.[٥][٦]

ما يرشد إليه الحديث

يرشد الحديث الشريف إلى جملةٍ من المعاني والقيم التي ينبغي أن يتنبه لها المسلم، ومنها:[٧]

  1. على المسلم أن يتجنّب الشبهات؛ حتى لا يقع في الحرام.
  2. ينبغي لمن شفع لأخيه في أمر مباحٍ، أن يرجو الثواب من الله وألّا يكن همّه الدنيا والبحث عن مقابلٍ ماديٍّ.


أحاديث في تحريم الرشوة

  • ما روي عن الشعبيّ عامر بن شراحيل -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه: "كان بين رجلٍ من اليهودِ ورجلٍ من المنافقين خصومةٌ، فدعا اليهوديُّ المنافقَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأنه علِمَ أنه لا يَقبلُ الرِّشوةَ، ودعا المنافقُ اليهوديَّ إلى حكامِهم لأنه علِم أنهم يأخذونها، فأنزل اللهُ هذه الآياتِ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ إلى قوله تعالى: وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".[٨]
  • ما أخرجه الترمذي في سننه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: "لَعَنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الراشِيَ والمرْتَشِيَ في الحكْمِ".[٩]
  • ما أخرجه الألبانيّ عن سليمان بن يسار -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعث: "عبدَ اللهِ بنَ رَوَاحَةَ إلى اليهودِ ليُقَدِّرَ ما يَجِبُ عليهم في نَخِيلِهِم من خَرَاجٍ . فعَرَضُوا عليه شيئًا من المالِ يَبْذُلُونَه له ، فقال لهم : فأَمَّا ما عَرَضْتُم من الرِّشْوَةِ فإنها سُحْتٌ وإنا لا نَأْكُلُها".[١٠]
  • ما أخرجه السيوطي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: "أخذُ الأميرِ الهديَّةَ سُحتٌ وقبولُ القاضي الرِّشوةَ كُفرٌ".[١١]

المراجع

  1. رواه الالباني، في صحيح أبي داود، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:3541، حسن.
  2. "معنى الشفاعة"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 18/11/2021.
  3. "معنى الربا"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 18/11/2021.
  4. سورة سورة النساء، آية:85
  5. "شرح حديث من شفع لأخيه"، اسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 19/11/2021. بتصرّف.
  6. [https://dorar.net/hadith/search?q=من شفع لأخيه&st=w&xclude=&rawi[]= "شرح حديث من شفع لأخيه"]، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 19/11/2021. بتصرّف.
  7. [https://dorar.net/hadith/search?q=من شفع لأخيه&st=w&xclude=&rawi[]= "فوائد حديث من شفع لأخيه"]، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 19/11/2021. بتصرّف.
  8. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن الشعبي عامر بن شراحيل، الصفحة أو الرقم:5/46.
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1336، حسن غريب.
  10. رواه الالباني، في غاية المرام، عن سليمان بن يسار، الصفحة أو الرقم: 459 ، إسناده صحيح مرسل.
  11. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:288 ، حسن.