نص حديث عن مثل جيفة حمار

ورد عن الصحابيّ الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما من قومٍ يقومونَ من مجلسٍ لا يذكرونَ اللهَ فيهِ إلا قامُوا عن مثلِ جيفةِ حمارٍ،وكان لهم حسرةٌ).[١][٢]


شرح حديث عن مثل جيفة حمار

دلّ الحديث النبوي سابق الذَّكر على العديد من الإشارات والدلالات التي يُذكر منها:[٢]

  • حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على المداومة على ذكر الله -تعالى- في كلّ وقتٍ وحينٍ وفي كلّ المجالس، لينال بذلك الجالسون أجراً عظيماً وثواباً جزيلاً منه -سبحانه-.
  • بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الحديث السابق أهميّة المداومة على ذكر الله وحذّر من تركه، إذ ذكر أن القوم الجالسين في مجلسٍ ما ولم يذكروا الله في ذلك المجلس وانفضّوا منه دون ذكره -سبحانه- كأنّهم تناولوا لحم حمارٍ ميّتٍ وما فيه من القذر والنجاسة، فالجيفة هي: جثّة الميت إن أصبحت نَتِنةً وصدرت منها الروائح الكريهة،[٣] ثمّ تحسّروا على ما ضيّعوا من الأجر والثواب.


أدلة على فضل ذكر الله

رتّب الله -عزّ وجلّ- أجراً عظيماً وفضلاً جزيلاً على ذكره فيما يأتي بيان فضل المداومة على الذكر:[٤]

  • جُعل ذكر الله -تعالى- سبباً من أسباب تكفير الذنوب والسيئات، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قال: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ)،[٥] وقال -تعالى-: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).[٦]
  • جلب النِّعم المفقودة، إذ إنّ ذكر الله وسيلةٌ من وسائل شُكر الله، قال -عزّ وجلّ-: (وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ).[٧]
  • دخول الجنة والتنعّم بما فيها النعيم الخالد، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (سبحان اللهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ تُغرَسُ لك بكلِّ واحدةٍ شجرةٌ في الجنَّةِ).[٨]
  • طرد الشياطين والتخلّص من وساوسها وشرورها، قال -تعالى-: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)،[٩] وقال: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ).[١٠]
  • صلاة الله وملائكته للعباد المداومين على ذكره، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا*هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)،[١١] قال عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما-: (إذا فعلتم ذلك، أي: أكثرتم من ذكر الله -تعالى- صلّى الله عليكم وملائكته).
  • تحقيق الفلاح والتوفيق في الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[١٢]
  • نيل الحسنات العظيمة والأُجور المُضاعفة، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ).[١٣]


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم:4855، صحيح.
  2. ^ أ ب "حديث عن مثل جيفة حمار"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 14/9/2021. بتصرّف.
  3. "تعريف ومعنى جيفة في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 14/9/2021. بتصرّف.
  4. الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر، "فضل ذكر الله تعالى"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14/9/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6405، صحيح.
  6. سورة الأحزاب، آية:35
  7. سورة إبراهيم، آية:7
  8. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1549، حسن لغيره.
  9. سورة فصلت، آية:36
  10. سورة الزخرف، آية:36
  11. سورة الأحزاب، آية:41-43
  12. سورة الجمعة، آية:10
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6682، صحيح.