نص حديث عليكم بغداء السحور

ورد عن الصحابي الجليل المقدام بن معد يكرب -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (عليكُم بغداءِ السَّحورِ، فإنَّه هو الغَداءُ المبارَكُ).[١][٢]


شرح حديث عليكم بغداء السحور

يحثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين في الحديث السابق على السَّحور؛ لِما فيه من البركة المتحقّقة للصائم؛ إذ يتقوّى به على الصيام، فكثيراً ما حثّ على السَّحور وأمر به كما ورد في حديثٍ آخرٍ عن الصحابيّ الجليل العرباض بن سارية -رضي الله عنه-: (سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وهو يَدعو إلى السَّحورِ في شهرِ رمضانَ المباركِ، وقال: هلمُّوا إلى الغداءِ المبارَكِ)،[٣] فقد كان النبيّ -عليه السلام- يدعو أصحابه -رضي الله عنهم- لتناول وجبة السَّحور.[٢]


فضل السحور

تترتّب العديد من الفضائل على السَّحور، إذ أمر به النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قائلاً: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً)،[٤] فالحديث يدلّ دلالةً واضحةً على أنّ للسَّحور العديد من الفضائل الآتي بيان البعض منها:[٥]

  • نيل أجر الاقتداء بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- واتّباع سنّته، إذ كان -عليه السلام- مداوماً عليه، وممّا يدلّ على ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه-: (تَسَحَّرْنَا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قُلتُ: كَمْ كانَ بيْنَ الأذَانِ والسَّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً)،[٦] وورد عن رجلٍ من الصحابة: (دخلتُ علَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وهو يتسحَّرُ، فقال: إنِّها برَكةٌ أعطاكُم اللهُ إيَّاها، فلا تَدَعوه).[٧]
  • تمييز صيام المسلمين عن صيام غيرهم من أهل الأديان، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (فَصْلُ ما بيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ)،[٨] قال الإمام الخطّابي -رحمه الله-: (كان أهل الكتاب إذا ناموا بعد الإفطار لم يحلّ لهم معاودة الأكل والشرب، وعلى مثل ذلك كان الأمر في أول الإسلام، ثمّ نسخ الله -عزّ وجلّ- ذلك، ورخّص في الطعام والشراب إلى وقت الفجر بقوله: وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر).
  • نيل أجر وفضيلة وقت السَّحور، إذ إنّه وقتٌ مباركٌ ينزل فيه الله -تعالى- إلى السماء الدنيا كما يليق به، وهو وقت استجابة الدعاء ومغفرة الذنوب والسيئات، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ، أوْ ثُلُثاهُ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيَقولُ: هلْ مِن سائِلٍ يُعْطَى؟ هلْ مِن داعٍ يُسْتَجابُ له؟ هلْ مِن مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ له؟ حتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ).[٩]
  • صلاة الله -عزّ وجلّ- على عباده المتسحّرين، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السُّحورُ كلُّه بركةٌ فلا تَدَعُوه، ولَو أن يَجرَعَ أحدُكُم جَرعةً مِن ماءٍ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائكتَه يُصلُّونَ على المتسحِّرينَ).[١٠]



مواضيع أخرى:

شرح حديث نعم سحور المؤمن التمر

شرح حديث يفطر على رطبات


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن المقدام بن معد يكرب، الصفحة أو الرقم:2163، إسناده صحيح.
  2. ^ أ ب "حديث عليكم بغداء السحور"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 14/9/2021. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم:2162، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1923، صحيح.
  5. "فضل السحور"، إسلام ويب، 28/6/2012، اطّلع عليه بتاريخ 14/9/2021. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:1921، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن رجل من الصحابة، الصفحة أو الرقم:2161، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:1096، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:758، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1070، حسن لغيره.