أرسل الله -تعالى- نبيّه -عليه الصلاة والسلام- وجعله رحمةً للناس كافةً، بل رحمةً للحيوانات أيضاً، فكان رحمةً للأرض كلّها بمَن فيها، قال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)،[١] فقد وازن الإسلام بين الرحمة والرفق بالحيوان وبين تلبية حاجات الغذاء للإنسان، فلا يجوز تعذيب الحيوانات أو تجويعها أو القسوة عليها أو تكليفها بما لا تطيق وما لا تستطيع، ولذلك حذّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من عدم الإحسان للحيوانات وبيّن الجزاء المترتّب على ذلك.[٢]


حديث عن تربية الكلاب

أحاديث تدلّ على الإحسان إلى الكلاب

حثّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- على الإحسان إلى الحيوانات والرفق بها، ومن تلك الأحاديث:

  • ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (بينَما رجلٌ يمشي بِطريقٍ اشتَدَّ بهِ العَطشُ، فوجدَ بئرًا فنزلَ فيها، فشرِبَ ثمَّ خرجَ، فإذا كلبٌ يلهَثُ، يأكُلُ الثرَى من العَطشِ، فقال الرَّجُلُ: لقد بلغَ هذا الكلبُ من العَطشِ مِثلَ الَّذي كان بلغَني، فنزلَ البِئرَ فملأَ خُفَّهُ ثمَّ أمسكَه بفيِه فسَقَى الكلبَ فشكرَ اللهُ لهُ، فغَفرَ لهُ. قالوا: يا رسولَ اللهِ وإنَّ لنا في البهائمِ أجرًا؟ قال: في كُلِّ كَبِدٍ رطبَةٍ أجرٌ).[٣]
  • (إنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي علَى الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي علَى العُنْفِ، وما لا يُعْطِي علَى ما سِواهُ).[٤]
  • أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (بيْنَما كَلْبٌ يُطِيفُ برَكِيَّةٍ، كادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ، إذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِن بَغايا بَنِي إسْرائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَها فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لها بهِ).[٥]


أحاديث تحذّر من تربية الكلاب إلّا للصيد أو الحراسة

لا يجوز للمسلم اقتناء الكلاب وتربيتها ورعايتها إلّا لغرض حِراسة البيوت أو الدواب وغير ذلك أو لغرض الصيد، استدلالاً بعدّة أحاديث صحيحةٍ وردت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُذكر منها:[٦]

  • (أَيُّما أهْلِ دارٍ اتَّخَذُوا كَلْبًا، إلَّا كَلْبَ ماشِيَةٍ، أوْ كَلْبَ صائِدٍ، نَقَصَ مِن عَمَلِهِمْ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ).[٧]
  • (لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولا تَصاوِيرُ) .[٨]
  • (لولَا أنَّ الكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لَأمَرْتُ بقتْلِها ، فاقتُلوا منها كُلَّ أسودَ بهيمٍ ، وما مِنْ أهلِ بيتِ يرتَبِطونَ كلبًا إلَّا نقَصَ مِنَ عملِهِمْ كُلَّ يومٍ قيراطٌ ، إلَّا كلبَ صيدٍ أوْ كَلْبَ حرثٍ أوْ كلبَ غنَمٍ).[٩]


أحاديث تدلّ على نجاسة لعاب الكلاب

بيّن الرسول -عليه الصلاة والسلام- نجاسة ريق ولُعاب الكلب في عدّة أحاديث نبويةٍ صحيحةٍ، يُذكر منها:[١٠]

  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن مغفل -رضي الله عنه-: (أَمَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بقَتْلِ الكِلابِ، ثُمَّ قالَ: ما بالُهُمْ وبالُ الكِلابِ؟ ثُمَّ رَخَّصَ في كَلْبِ الصَّيْدِ وكَلْبِ الغَنَمِ، وقالَ: إذا ولَغَ الكَلْبُ في الإناءِ فاغْسِلُوهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وعَفِّرُوهُ الثَّامِنَةَ في التُّرابِ).[١١]
  • (طَهُورُ إناءِ أحَدِكُمْ إذا ولَغَ فيه الكَلْبُ، أنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بالتُّرابِ).[١٢]



مواضيع أخرى:

حديث الرسول عن القطط

حديث عن الرفق بالحيوان


المراجع

  1. سورة الأنبياء، آية:107
  2. "رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم ـ بالحيوان"، إسلام ويب، 23/1/2012، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:291، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2593، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3467، صحيح.
  6. محمد صالح المنجد (24/6/2005)، "تحريم اقتناء الكلاب إلا ما استثناه الشرع"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1574، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن سهل، الصفحة أو الرقم:5949، صحيح.
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن مغفل، الصفحة أو الرقم:1489، حسن.
  10. محمد صالح المنجد (19/11/2005)، "اقتناء الكلب ولمسه وتقبيله"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مغفل، الصفحة أو الرقم:280، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:279، صحيح.