أوجب الإسلام عدّة حقوقٍ على الزوج تجاه زوجته، منها : الحقوق المالية؛ كالنفقة، والمهر والسكن، والحقوق غير المالية؛ كالعدل إن كان متزوجاً بأكثر من امرأةٍ، والمعاشرة بالمعروف، وعدم إلحاق أي ضررٍ بالزوجة، وجُعلت تلك الحقوق أصلاً من أصول الإسلام لا يُمكن التحوّل عنها.[١]


أحاديث عن عظم حق الزوجة

أكرمت الشريعة الإسلامية المرأة وأوجبت على الزوج معاملة زوجته بإحسانٍ كما دلّت على ذلك عدّة أحاديث نبويةٍ والتي منها:

  • ورد عن معاوية القشيري: ( أنَّهُ قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، ما حقُّ زوجةِ أحدِنا؟ قالَ أن تُطْعِمَها إذا طعِمتَ، وتَكْسوَها إذا اكتسيتَ، ولا تضربَ الوجهَ، ولا تقبِّحَ، ولا تَهْجرَ إلَّا في البيتِ وعنِ ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: إنِّي لأحبُّ أن أتزيَّنَ للمرأةِ كما أحبُّ أن تتزيَّنَ ليَ المرأةُ، لأنَّ اللَّهَ يقول : وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ).[٢]
  • (أَفْضَلُ دِينارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ، دِينارٌ يُنْفِقُهُ علَى عِيالِهِ ).[٣]
  • (دِينارٌ أنْفَقْتَهُ في سَبيلِ اللهِ ودِينارٌ أنْفَقْتَهُ في رَقَبَةٍ، ودِينارٌ تَصَدَّقْتَ به علَى مِسْكِينٍ، ودِينارٌ أنْفَقْتَهُ علَى أهْلِكَ، أعْظَمُها أجْرًا الذي أنْفَقْتَهُ علَى أهْلِكَ).[٤]
  • (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا ).[٥]


أحاديث عن معاملة الرسول لزوجاته

كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- قدوةً لأمّته في معاملته لزوجاته كما ثبت في عدّة أحاديث نبويةٍ، يُذكر منها:

  • أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (لقَدْ رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَوْمًا علَى بَابِ حُجْرَتي والحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ في المَسْجِدِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْتُرُنِي برِدَائِهِ، أنْظُرُ إلى لَعِبِهِمْ).[٦]
  • أخرج البخاريّ في صحيحه عن السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (كنْتُ ألْعَبُ بالبَنَاتِ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ لي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ منه، فيُسَرِّبُهُنَّ إلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي).[٧]
  • قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- لعائشة -رضي الله عنها-: (إنِّي لَأَعْلَمُ إذا كُنْتِ عَنِّي راضِيَةً، وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قالَتْ: فَقُلتُ: مِن أيْنَ تَعْرِفُ ذلكَ؟ فقالَ: أمَّا إذا كُنْتِ عَنِّي راضِيَةً، فإنَّكِ تَقُولِينَ: لا ورَبِّ مُحَمَّدٍ، وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لا ورَبِّ إبْراهِيمَ، قالَتْ: قُلتُ: أجَلْ، واللَّهِ -يا رَسولَ اللَّهِ- ما أهْجُرُ إلَّا اسْمَكَ).[٨]
  • استأذن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- زوجاته أن يمضي فترة مرضه في حُجرة زوجته عائشة -رضي الله عنها- كما ثبت في قولها: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعثَ إلى النِّساءِ تعني في مرضِهِ فاجتمعنَ فقالَ إنِّي لا أستطيعُ أن أدورَ بينكنَّ فإن رأيتُنَّ أن تأذنَّ لي فأكونَ عندَ عائشةَ فعلتُنَّ فأذِنَّ لهُ).[٩]



مواضيع أخرى:

أحاديث عن عظم حق الزوج

حديث عن عضل النساء


المراجع

  1. محمد صالح المنجد (25/2/2001)، "ما هي حقوق الزوج وما هي حقوق الزوجة"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. بتصرّف.
  2. رواه الإمام أحمد، في عمدة التفسير، عن معاوية القشيري، الصفحة أو الرقم:1/277، إسناده صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله، الصفحة أو الرقم:994، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:995، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5185، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:454، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6130، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5228، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2137، صحيح.