الظلم هو: مجاوزة الحدود والاعتداء عليها ووضع الشيء في غير موضعه الأصلي، ويضاده العدل الذي أمر الله -سبحانه- به وحذّر في المقابل من الظلم وعواقبه الوخيمة والآثار المترتبة عليه، فالظلم في الحقيقة ظلمٌ للنفس أولاً ثمّ ظلمٌ للغير، قال -تعالى-: (وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)،[١] وقد أهلك الله -سبحانه- الكثير من الأقوام بسبب ظلمهم وهو القائل: (وَلا تَحسَبَنَّ اللَّـهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ*مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ)،[٢] وكذلك فقد حذّر النبي-عليه الصلاة والسلام- من الظلم أيضاً في العديد من الأحاديث النبوي المنقولة عنه.[٣]


أحاديث عن الظلم

حذّر الله -سبحانه- من الظلم وبيّن عقوبة ارتكابه وممارسته فهو من أقبح الأخلاق وأرذلها، إذ قال -عزّ وجلّ-: (إِنَّ اللَّـهَ لا يَظلِمُ النّاسَ شَيئًا وَلـكِنَّ النّاسَ أَنفُسَهُم يَظلِمونَ)،[٤] وحذّر منه أيضاً في العديد من الأحاديث القُدسية والنبوية الثابتة عن محمدٍ -عليه الصلاة والسلام- التي يُذكر من أبرزها:

  • (يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا).[٥]
  • (اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ).[٦]
  • (اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّهَا ليسَ بيْنَهَا وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ).[٧]
  • (اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّ دَعْوَةَ المَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ).[٨]
  • (مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأرْضِ ظُلْمًا، طَوَّقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَومَ القِيَامَةِ مِن سَبْعِ أَرَضِينَ).[٩]
  • (الظلمُ ثلاثةٌ، فظُلمٌ لا يغفرُهُ اللهُ، وظلمٌ يغفرُهُ، وظلمٌ لا يتركُهُ، فأمّا الظلمُ الذي لا يغفرُهُ اللهُ فالشِّركُ، قال اللهُ: إِنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وأمّا الظلمُ الذي يغفرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ العبادِ أنفسُهمْ فيما بينهُمْ وبينَ ربِّهمْ، وأمّا الظلمُ الّذي لا يتركُهُ اللهُ فظُلمُ العبادِ بعضُهمْ بعضًا حتى يَدِينَ لبعضِهِمْ من بعضٍ).[١٠]
  • (ما من ذنبٌ أجدرُ أن يُعجِّلَ اللهُ لصاحبِه العقوبةَ في الدنيا مع ما يدَّخِرُ له في الآخرةِ من البغيِ وقطيعةِ الرحمِ).[١١]
  • (إنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظّالِمِ، حتَّى إذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ. قالَ: ثُمَّ قَرَأَ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) .[١٢]


أحاديث عن صور وأشكال الظلم

وردت العديد من الأحاديث النبوية التي بيّنت وذكرت صوراً للظلم وحذّرت منها دون التصريح بلفظ الظلم، ومن تلك الأحاديث:

  • (قالَ اللَّهُ: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولم يُعطِه أجرَه).[١٣]
  • (أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ).[١٤]


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:57
  2. سورة إبراهيم، آية:42-43
  3. محمد صالح المنجد، "مصير الظلمة"، محمد صالح المنجد، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2021.
  4. سورة يونس، آية:44
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2577، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2578، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2448، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:3059، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم:1610، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3961 ، حسن.
  11. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:3413، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:4686، صحيح.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2227، صحيح.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2581، صحيح.