الحديث عن وادي محسر

نص الحديث

ورد عن الصحابي الجليل جابر بن عبدالله: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أوضعَ في وادي مُحَسِّرٍ).[١][٢]


شرح الحديث

دلّ الحديث النبوي السابق على عدّة دلالاتٍ وإشاراتٍ فيما يأتي بيان البعض منها:[٢]

  • نُقلت أفعال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحجّ تفصيلاً بواسطة الصحابة -رضي الله عنهم-، ومنها: إسراعه في المشي عند مروره بوادي محسر في حجّته التي أدّاها مع الصحابة، والوادي هو المكان الواقع بين جَبَلَين، ووداي محسر هو وادي يقع بين مزدلفة ومِنى.
  • وردت عدّة أقوالٍ في سبب تسمية وادي محسر؛ فقيل إنّه سُمّي وادي محسر لأنّ فيه أبرهة الأشرم تعب فيه حينما سار به قاصداً غزو الكعبة المشرّفة، ولم يستطيعوا غزوها بسبب تعب الفيل في ذلك الوادي، فتحسّر أبرهة على ذلك في الوادي.
  • أسرع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم في المشي في وادي محسر لأنّ أرضه ليّنة ليست صلبةً ولا بدّ من تحريك الدابّة عند السَّير عليها إذ إنّها لا تسير بسرعةٍ إلّا على الأرض الصلبة فحُرّكت لتسير بسرعةٍ أيضاً على الأرض الليّنة، أي أنّ المصلحة مرتبطةٌ بالسَّير فقط، وقيل إنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم أسرع فيه لأنّ الله -تعالى- أهلك فيه جيش أبرهة الأشرم ولا بدّ من الإسراع في السَّير في الأراضي التي وقع فيها عذاب الأقوام، كما فعل -عليه الصلاة والسلام- حينما مرّ بأراضي قوم ثمود في غزوة تبوك.


راوي الحديث

ثبتت عدّة أخبارٍ عن الصحابيّ الجليل جابر بن عبد الله فيما يأتي ذكر بعضٍ منها:[٣]

  • نسبه: هو الصحابي الجليل جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاريّ السلميّ -رضي الله عنه-.
  • حياته: كان فقيهاً جليلاً وتولّى الإفتاء في المدينة المنورة في زمانه، وهو إحدى الصحابة من الأنصار الذين بايعوا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بيعة العقبة الثانية، وقد اعتنى به الرسول -عليه الصلاة والسلام- أشدّ عنايةٍ بعد أن توفّي والده في غزوة أحد وخلّف وراءه أولاده وديونه، فاعتنى به الرسول إلى أن سدّد كلّ ديون أبيه، فأحبّ جابر الرسول -عليه السلام- حبّاً جمّاً، وشارك معه في كلّ الغزوات إلّا غزوتي بدر وأحد إذ أبقاه والده أميناً على إخوته.
  • علمه: اجتهد جابر -رضي الله عنه- في تلّقي العلم، فسمع الحديث من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وسمع أيضاً عن كبار الصحابة -رضي الله عنهم-؛ كأبي بكرٍ وعمر وعلي وأبي عبيدة بن الجرّاح وطلحة بن عُبيدالله ومعاذ بن جبل وعمّار بن ياسر وخالد بن الوليد وأبي هريرةٍ وأبي سعيد الخدريّ وعبد الله بن أُنيس وغيرهم، وروى عنه الحديث عدداً من الرجال أيضاً، منهم: أولاده الثلاث: عبد الرحمن وعقيل ومحمد، بالإضافة إلى سعيد بن المسيّب ومحمود بن لُبيد وعمرو بن دينار وأبي جعفر الباقر ومحمد بن عمرو بن الحسن ومحمد بن المنكدر وعامر الشعبي وغيرهم.
  • وفاته: كان جابر بن عبد الله آخر الصحابة وفاةً، إذ توفّي في السنة الثامنة والسبعين للهجرة.


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:3053، صحيح لغيره.
  2. ^ أ ب "حديث وادي محسر"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
  3. محمد عجاج الخطيب، السنة قبل التدوين، صفحة 478-479. بتصرّف.