حديث الرسول عن عدد مفاصل الجسم

نص الحديث

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّه خُلِقَ كُلُّ إنْسانٍ مِن بَنِي آدَمَ علَى سِتِّينَ وثَلاثِ مِئَةِ مَفْصِلٍ، فمَن كَبَّرَ اللَّهَ، وحَمِدَ اللَّهَ، وهَلَّلَ اللَّهَ، وسَبَّحَ اللَّهَ، واسْتَغْفَرَ اللَّهَ، وعَزَلَ حَجَرًا عن طَرِيقِ النَّاسِ، أوْ شَوْكَةً، أوْ عَظْمًا عن طَرِيقِ النَّاسِ، وأَمَرَ بِمَعروفٍ، أوْ نَهَى عن مُنْكَرٍ، عَدَدَ تِلكَ السِّتِّينَ والثَّلاثِ مِئَةِ السُّلامَى، فإنَّه يَمْشِي يَومَئذٍ وقدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ).[١][٢]


راوي الحديث

هي أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكرٍ الصدّيق -رضي الله عنها-، تُكنّى بأمّ عبدالله، وأمّها هي: أمّ رومان بنت عامر بن عُويمر الكنانية، وُلدت -رضي الله عنها- في الإسلام، وكانت من المتقدّمين فيه، ونشأت بين أبوَين مُسلمَين، هاجرت إلى المدينة المنوّرة، ثمّ تزوّجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في شوّال من السنة الثانية للهجرة بعد غزوة بدر الكبرى، وقد اشتُهرت -رضي الله عنها- بعلمها الغزير وفقهها في أمور الدِّين حتى أنّها غلبت الصحابة -رضي الله عنهم- إذ كانوا يرجعوا إليها إن استُشكل عليها أمرٌ ما، ونالت مكانةً خاصةً مميزةً عند الرسول -عليه الصلاة والسلام-، إذ قال فيها: (كَمَلَ مِنَ الرِّجالِ كَثِيرٌ، ولَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إلَّا مَرْيَمُ بنْتُ عِمْرانَ، وآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وفَضْلُ عائِشَةَ علَى النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سائِرِ الطَّعامِ)،[٣] وقد توفّيت في سنة ثمانٍ وخمسين للهجرة، ودُفنت في البقيع.[٤]


شرح الحديث

بيان وشرح ما دلّ عليه الحديث سابق الذكر فيما يأتي:[٥]

  • أبدع الله -تعالى- خلق الإنسان، فجعله في أحسن صورةٍ وفي أحسن تقويمٍ، وهيأ له ما حوله لينعم ويرغد بالحياة، ومدّه بالنِّعم التي لا تُعدّ ولا تُحصى، ليقوم الإنسان بدوره من شكر الله -تعالى- وحمده والثناء عليه في كلّ الأحوال والظروف.
  • بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كيفية شُكر الله وحمده في الحديث السابق، فذكر أنّ الله خلق الإنسان بطريقةٍ واحدةٍ وذكر عدد المفاصل التي جعلها في جسده والتي ينبغي شُكر الله عليها، ويتحقّق شكر بعدّة طرقٍ يُذكر منها:
  • الشُكر باللسان: ومثال ذلك قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر، واستغفر الله، فالتكبير فيه تعظيمٌ وتمجيدٌ لله -سبحانه-، والتهليل توحيدٌ له، وتسبيحه تنزيهٌ له عمّا لا يليق به -سبحانه-، ومن وسائل شكر الله باللسان أيضاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • الشكر بالفعل: ومثاله: إماطة الأذى عن الطريق؛ كإزالة حجرٍ أو شوكةٍ أو عظمةٍ عن طريق المارّة.
  • ينال العبد الذي داوم على شُكر الله -تعالى- وحمده الأجر العظيم والثواب الجُزيل، فشُكره لربّه يُبعده عن دخول النار في الآخرة، ولذلك يجدر بالمسلم المداومة على شكر الله وحمده في كلّ الأحوال بمختلف الوسائل الممكنة لينال الجنّة في الحياة الآخرة.

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1007، صحيح.
  2. "حديث: "إن الإنسان خلق على ستين وثلاثمائة مفصل.." وهل ثبت ذلك طبياً؟"، إسلام ويب، 20/12/2000، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:3769، صحيح.
  4. "أم المؤمنين عائشة زوجة الرسول"، قصة الإسلام، 2006/5/1، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.
  5. "شرح حديث خُلِقَ كُلُّ إنْسانٍ مِن بَنِي آدَمَ علَى سِتِّينَ وثَلاثِ مِئَةِ مَفْصِلٍ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.