الطاعون اسمٌ يُجمع على طواعين، ويُراد به: مرضٌ مُعدٍ ينتشر بين الناس بسرعةٍ وقد يؤدي إلى موتهم.[١]


حديث الطاعون

نص الحديث

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه خَرَجَ إلى الشَّأْمِ، حتَّى إذَا كانَ بسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأجْنَادِ؛ أبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ وأَصْحَابُهُ، فأخْبَرُوهُ أنَّ الوَبَاءَ قدْ وقَعَ بأَرْضِ الشَّأْمِ. قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ عُمَرُ: ادْعُ لي المُهَاجِرِينَ الأوَّلِينَ، فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، وأَخْبَرَهُمْ أنَّ الوَبَاءَ قدْ وقَعَ بالشَّأْمِ، فَاخْتَلَفُوا؛ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قدْ خَرَجْتَ لأمْرٍ، ولَا نَرَى أنْ تَرْجِعَ عنْه، وقَالَ بَعْضُهُمْ: معكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وأَصْحَابُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولَا نَرَى أنْ تُقْدِمَهُمْ علَى هذا الوَبَاءِ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لي الأنْصَارَ، فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ المُهَاجِرِينَ، واخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لي مَن كانَ هَاهُنَا مِن مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِن مُهَاجِرَةِ الفَتْحِ، فَدَعَوْتُهُمْ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ منهمْ عليه رَجُلَانِ، فَقالوا: نَرَى أنْ تَرْجِعَ بالنَّاسِ ولَا تُقْدِمَهُمْ علَى هذا الوَبَاءِ، فَنَادَى عُمَرُ في النَّاسِ: إنِّي مُصَبِّحٌ علَى ظَهْرٍ فأصْبِحُوا عليه. قَالَ أبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ: أفِرَارًا مِن قَدَرِ اللَّهِ؟! فَقَالَ عُمَرُ: لو غَيْرُكَ قَالَهَا يا أبَا عُبَيْدَةَ؟! نَعَمْ نَفِرُّ مِن قَدَرِ اللَّهِ إلى قَدَرِ اللَّهِ، أرَأَيْتَ لو كانَ لكَ إبِلٌ هَبَطَتْ وادِيًا له عُدْوَتَانِ، إحْدَاهُما خَصِبَةٌ، والأُخْرَى جَدْبَةٌ، أليسَ إنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بقَدَرِ اللَّهِ، وإنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بقَدَرِ اللَّهِ؟ قَالَ: فَجَاءَ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ -وكانَ مُتَغَيِّبًا في بَعْضِ حَاجَتِهِ- فَقَالَ: إنَّ عِندِي في هذا عِلْمًا؛ سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: إذَا سَمِعْتُمْ به بأَرْضٍ فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذَا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بهَا فلا تَخْرُجُوا فِرَارًا منه. قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ).[٢][٣]


راوي الحديث

هو الصحابي الجليل عبدالله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشميّ، يكنّى بأبي العباس، ابن عمّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، يُلقّب بتُرجمان القرآن وحبر الأمة؛ لكثرة علمه وحدّة فهمه وشدّة ذكائه وبديهته، توفّي -رضي الله عنه- في السنة الثامنة والخمسين للهجرة.[٤]


شرح الحديث

روى ابن عباس -رضي الله عنهما- في الحديث أنّ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- كان قد خرج إلى بلاد الشام ولقيه عددٌ من أمراء المسلمين في وداي تبوك، وهم: أبو عبيدة عامر بن الجرّاح، وخالد بن الوليد، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص، وغيرهم، وأخبروه بانتشار الطاعون في أرض الشام، فطلب عمر من ابن عباس أن يجمع المهاجرين الأوليّن ليستشيرهم في الرجوع إلى المدينة أم إكمال المسير إلى الشام، فاستمع إليهم، ثمّ طلب من ابن عباس أن يجمع له الأنصار، فاستمع إليهم أيضاً، ثمّ طلب منه أن يجمع له كبار القوم الذين هاجروا إلى المدينة يوم فتح مكة، فأشاروا عليه بالرجوع، ونادى ابن عباس بالناس أن يرجعوا، فاعترض أبو عبيدة عامر بن الجراح إلّا أنّ عمر ثبت على رأي الرجوع، وحسم الخلاف عبد الرحمن بن عوف بقوله إنّه سمع رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يقول بعدم الدخول إلى الأرض التي انتشر فيها الطاعون أو الخروج منها.[٣]


المراجع

  1. "تعريف ومعنى طاعون في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5729، صحيح.
  3. ^ أ ب "شرح حديث الطاعون"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. بتصرّف.
  4. "عبد الله بن عباس .. حَبر الأمة وترجمان القرآن"، قصة الإسلام، 2006/5/1، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. بتصرّف.